تدخل العملية الجوية التركية في شمال سورية أسبوعها الثاني، وفي الوقت الذي تكثر فيه التكهنات بشأن ما إذا كانت ستتطور إلى هجوم بري أم لا لم يصدر النظام السوري أي موقف حيال ما يحصل، ولاسيما أنه خسر عناصر من قواته.
وعلى مدى الأيام الستة الماضية أبدى الروس موقفاً إزاء العملية التركية التي حملت اسم “السيف المخلب”، وكذلك الأمر بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الجهة التي تتعرض للضرب.
في المقابل كان لافتاً أن النظام السوري لم يتطرق ببيان رسمي لما أقدمت عليه أنقرة، فيما أعلن رسمياً في اليوم الأول للعملية الجوية مقتل عدداً من عناصره، جراء ما وصفه بـ”اعتداء على بعض المواقع في مدينة عين العرب”.
وعلى الرغم من الهجوم البري الذي يلوح في الأفق وفقدان النظام السوري لعناصر، كانت خارجيته مترددة في التهديد بالانتقام، لا سيما وأن حليفتها روسيا تبدو غير مهتمة بمواجهة أخرى لأنها تحول الموارد إلى الحرب في أوكرانيا، حسب ما ذكر موقع “ميدل إيست آي“.
ونقل الموقع البريطاني عن مصدر في وزارة الخارجية السورية، قوله اليوم السبت إن “دمشق لن تتردد في الدفاع عن نفسها على الرغم من كونها في موقف صعب”.
وأضاف المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “عندما يتعلق الأمر بوحدة الأراضي والسيادة، سنقف كواحد، وعلى الرغم من أن تركيا لديها مخاوف أمنية خاصة بها، فلا ينبغي استخدام ذلك كذريعة لخلق أعمال عدائية وغزو الأراضي”.
“فقدنا جنوداً في الضربات التركية وأي حكومة أو دولة ستدافع عن نفسها – هناك حدود”، وفق ما اعتبر أيضاً.
وبينما قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في وقت سابق من الأسبوع الماضي إن الهجوم الأخير سيقتصر على الهجمات الجوية، تغيرت النبرة في أنقرة منذ ذلك الحين.
وذكرت مصادر تركية، الجمعة، أن المسؤولين الأتراك والروس يتفاوضون بشأن عملية عسكرية تركية صغيرة الحجم في الأسابيع المقبلة.
وتم تخفيض دور روسيا إلى مراقب لوجودها في الحرب الأوكرانية، وعدم استعدادها لمواجهة تركيا، ما ترك النظام السوري في صداع كبير حول مواجهة تركيا أو التراجع.
وأضاف المصدر بوزارة خارجية الأسد أن روسيا أشرفت في السابق على خطوط الاتصال بين دمشق وأنقرة.
وأوضح أنه “كان من المهم دائماً الحفاظ على اتصال أمني أو إقامته في نقاط معينة مع مصالح مشتركة. وفي منطقة عمليات ضيقة، يكون الخط الأمني الساخن أو التفاهم أمراً حاسماً بين الدول المجاورة”.
وكان المبعوث الروسي الخاص لسورية، ألكسندر لافرنتييف قال، يوم الثلاثاء: “سندعو زملائنا الأتراك إلى التحلي بقدر من ضبط النفس، من أجل منع تصعيد التوتر ليس فقط في مناطق شمال وشمال شرق سورية ولكن في جميع أنحاء البلاد”.
من جهتها دعت وزارة الدفاع الأمريكية، التي تدعم وتقدم الدعم “قسد” إلى “وقف فوري للتصعيد”، وحذرت من أن الضربات الجوية التركية يمكن أن تؤدي إلى القوات الأمريكية في خطر.
وقالت الوزارة في بيان: “هذا التصعيد يهدد التحالف الدولي لهزيمة التقدم، الذي أحرزه تنظيم داعش على مدى سنوات لتقويض وهزيمة داعش”.
بعد ذلك، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان هدفه إقامة “حزام أمني من الغرب إلى الشرق” على طول الحدود الجنوبية لبلده.
وستشمل هذه المنطقة بحكم الأمر الواقع مدينة عين العرب (كوباني)، مضيفاً: “إن شاء الله سننجز هذه (المنطقة) على طول حدودنا بأكملها من الغرب إلى الشرق في أقرب وقت ممكن”.