ساعات قليلة فقط تفصل العالم، عن أكبر حدثٍ رياضي على الإطلا، ويقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط. ومع بدء العد التنازلي تتجه الأنظار إلى “استاد البيت”، الذي سيشهد افتتاح أول مونديال لكرة القدم في بلد عربي.
من المتوقع أن تكون هذه النسخة من كأس العالم “استثنائية”، لسلسلة من الاعتبارات. ولذلك تَحضر أسئلة عديدة، تراود كثيرين من عشاق “الساحرة المستديرة”، وغيرهم ممن يهتمون بتفاصيل الحدث المرتقب، أو الذين يتابعونه من بعيد.
وستقام هذه البطولة الكروية خلال الفترة من 20 نوفمبر حتى 18 ديسمبر المقبل، فيما ستكون قطر أول دولة عربية وإسلامية تنال شرف تنظيم هذه الدورة.
ماذا سيحصل في اليوم الأول؟
يقام حفل افتتاح كأس العالم يوم غد الأحد، 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قبل مباراة قطر (الدولة المستضيفة) والإكوادور، في مستهل منافسات المجموعة الأولى.
ينطلق الحفل في “استاد البيت”، الواقع على بعد 40 كيلومتراً شمال الدولة، في الساعة 14:00 بتوقيت غرينيتش.
وكان من المقرر افتتاح كأس العالم في 21 نوفمبر 2022، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، قرر تقديم الافتتاح ليوم واحد، حتى يتمكن البلد المضيف من المشاركة في المباراة الافتتاحية.
وفي النسخ التي كانت قبل 2006، كان بطل المونديال هو من يلعب المباراة الافتتاحية، لكن تلك التقاليد تغيرت بعدما قرر مجلس “فيفا” بالإجماع منح شرف افتتاح بطولات كأس العالم للبلد المضيف.
كيف تُنقل المباريات؟
ستنقل قنوات “بي إن سبورتس” الرياضية 22 مباراة دون تشفير في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حسب ما ذكر متحدث باسم المجموعة الإعلامية لوكالة “فرانس برس”، يوم الجمعة.
وقال المتحدث باسم المجموعة القطرية المالكة للحقوق الحصرية لكأس العالم في الشرق والأوسط وشمال إفريقيا: “سنبث 22 مباراة على الهواء المفتوح، بما فيها الافتتاح الأحد بين قطر والإكوادور”.
وتشارك أربع دول عربية في كأس العالم 2022 هي قطر والمغرب وتونس والسعودية.
وبذلك ستبث 22 من 64 مباراة أي نحو ثلث المباريات على المحطة الرياضية غير المشفرة للمجموعة القطرية، بينما ستكون المباريات الأخرى على القنوات المُشفرة.
وكانت الشبكة أعلنت عن خطوة مماثلة في نسخة 2018 التي أقيمت في روسيا.
توقعات المواجهة الأولى؟
تدرك قطر التي تشارك لأول مرة في كأس العالم لكرة القدم والإكوادور، الأقل تصنيفاً بين منتخبات أمريكا الجنوبية المتأهلة، أن المباراة الافتتاحية أفضل فرصة لتحقيق انتصار بالمجموعة الأولى، قبل مواجهة منافسين أكثر خطورة.
وسيتعين على قطر والإكوادور، المصنفتين 50 و44 عالمياً، الضغط بقوة كبيرة للتأهل ضمن أفضل منتخبين بالمجموعة بدون الفوز في ملعب “البيت”.
وسيكون في انتظارهما لاحقاً السنغال بطلة إفريقيا، وهولندا أحد أقوى منتخبات أوروبا، وهما الأوفر حظاً في التأهل عن المجموعة.
وتبدو الإكوادور مرشحة للفوز، حسب توقعات مُعلّقين، بعد أن حجزت المركز الرابع والأخير بأصعب تصفيات في العالم على الأرجح.
إذ تملك لاعبين أكثر شهرة من منافسيهم في قطر، مثل موزيس كايسيدو لاعب وسط برايتون بالدوري الإنجليزي الممتاز، والمهاجم المخضرم إينر فالنسيا.
لكن في المقابل كانت قطر قد استعدت بشكل أكبر من معظم المنتخبات، بخوض معسكرات أوروبية، وتغلبت على عدة منتخبات من أمريكا الوسطى في مباريات ودية حديثة، واكتسبت ثقة من تتويجها بكأس آسيا 2019.
ماذا عن المنتخبات العربية؟
يسجل منتخب السعودية حضوره في كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه، بعد أعوام 1994 و1998 و2002 و2006 و2018.
وسيكون “الأخضر” السعودي على موعد صعب للغاية، حين يواجه منتخب الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي، في أولى مباريات الفريقين بالمونديال، وذلك يوم الثلاثاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، على ملعب لوسيل، عند الساعة 13:00.
بعدها يتعين على منتخب السعودية اللعب في الجولة الثانية ضد بولندا ونجمها روبرت ليفاندوفيسكي، وذلك يوم السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، على ملعب المدينة التعليمية، عند الساعة 16:00.
وفي ختام مباريات الدور الأول، سيلتقي المنتخب السعودي بنظيره المكسيكي على ملعب لوسيل أيضاً، وذلك يوم الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عند الساعة 22:00.
بالنسبة لتونس فقد بلغ هذا البلد نهائيات كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه، بعد أعوام 1978 و1998 و2002 و2006 و2018.
وفي قطر، سيلعب “نسور قرطاج” مباراتهم الأولى ضد الدنمارك، يوم الثلاثاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، على ملعب المدينة التعليمية، عند الساعة 16:00.
وفي الثانية يواجه منتخب تونس نظيره الأسترالي على ملعب الجنوب، يوم السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عند الساعة 13:00.
أما المباراة الثالثة، فهي الأصعب، لأن التونسيين سيضربون موعداً نارياً مع فرنسا (حامل اللقب)، يوم الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، على ملعب المدينة التعليمية، عند الساعة 18:00.
وينطبق حال السعودية وتونس على المنتخب المغربي من حيث عدد مرات المشاركة في كأس العالم، الذي تأهل إليه “أسود الأطلس” أعوام 1970 و1986 و1994 و1998 و2018.
سيلعب منتخب المغرب مباراته الأولى في مونديال قطر ضد كرواتيا، يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، على ملعب البيت، عند الساعة 13:00.
وفي الثانية سيكون ملعب الثمامة مسرحاً لموقعة المغرب وبلجيكا، وذلك يوم الأحد 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عند الساعة 16:00.
يلعب “أسود الأطلس” على ملعب الثمامة مباراتهم الثانية على التوالي، والثالثة في دور المجموعات، وهذه المرة ضد كندا، يوم الخميس 1 ديسمبر/كانون الأول 2022، عند الساعة 18:00.
بماذا يتميز المونديال؟
يوصف مونديال قطر الذي ستفتتح أولى مبارياته بعد ساعات بأنه “أكبر حدث رياضي على الإطلاق” يقام في الشرق الأوسط، بينما تقول وكالة “بلومبيرغ” إنه أغلى مونديال في التاريخ.
وأنفقت قطر ما يقرب من 300 مليار دولار منذ أن منحت الدولة الصغيرة الغنية بالغاز شرف الاستضافة، حسب الوكالة.
وقالت الوكالة إن ثمانية ملاعب ستستضيف مباريات البطولة، سبعةٌ منها تم بناؤها حديثاً، وثامنٌ جرى تجديده، لكنها جميعاً لا تمثل سوى جزءاً صغيراً من المبالغ التي استثمرتها قطر منذ فوزها بحق استضافة الحدث العالمي في عام 2010.
وتقام البطولة في منطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى منذ انطلاقها قبل 92 عاماً.
وأيضا تعتبر البطولة أول تجمع عالمي مفتوح للجمهور، منذ أن أدت قيود كوفيد-19 إلى منع المشجعين من المشاركة في أولمبياد طوكيو الصيفية والألعاب الشتوية في بكين.
أين ذهبت الأموال؟
بنت قطر نظام مترو جديد تماماً بقيمة 36 مليار دولار، بالإضافة لميناء شحن حديث بكلفة سبعة مليارات دولار، وتوسعة مطارها الرئيسي بكلفة تجاوزت 15 مليار دولار.
وشمل الإنفاق أيضاً حوالي 45 مليار دولار لبناء لوسيل، وهو مشروع ضخم شمال الدوحة، يضم مناطق سكنية تتسع لمئتي ألف شخص، بالإضافة لمجمعات تجارية وأربع جزر اصطناعية ومراكز ترفيهية وملعباً هو الأكبر في البلاد بـ80 ألف متفرج، حيث ستقام المباراة النهائية لكأس العالم.
كذلك أنفقت قطر 4.5 مليار دولار لتطوير وسط العاصمة و3.2 مليار دولار لإنشاء مناطق اقتصادية.
وعلى عكس نهائيات كأس العالم السابقة، حيث امتدت الملاعب عادة عبر مدن متعددة، ستُلعب جميع المباريات ضمن مسافة 50 كيلومتر تقريباً، وهذا يعني أن نحو مليون مشجع، أي ما يقرب ثلث إجمالي سكان قطر، سيحتشدون في العاصمة خلال البطولة، التي تستمر مدة شهر.
وتقول “بلومبرغ” إن المسؤولين القطريين يأملون أن تساعد البنية التحتية التي تم تطويرها، كجزء من استعداداتها لكأس العالم، في تعزيز الاقتصاد غير القائم على الطاقة.
وتضيف أن معظم الاقتصاديين يتوقعون تباطؤ النشاط التجاري غير المتعلق بالطاقة، في أعقاب البطولة، حيث ستخلو المباني السكنية والفنادق من زوار كأس العالم.
ولا يزال من المتوقع أن تحقق البطولة عائدات قياسية، وأن تتفوق على ما يقرب من 5.4 مليار دولار التي حققتها بطولة كأس العالم 2018 في روسيا.
ماذا عن الجماهير؟
وفي خروج آخر عن التقاليد، هذه هي المرة الأولى التي تنظم فيها “الفيفا” الحدث في شهري نوفمبر وديسمبر، بدلاً من أشهر منتصف العام لتجنب الصيف الحار في قطر.
وحتى الآن تم بيع نحو 3 ملايين تذكرة – جميع المقاعد المتاحة تقريباً – بحلول منتصف أكتوبر.
وقالت “الفيفا” إنه إلى جانب المقيمين في قطر، كان مواطنو السعودية والإمارات من بين كبار المشترين.
ومن المقرر أن يصل مشجعون من الولايات المتحدة والمكسيك وبريطانيا وفرنسا والأرجنتين والبرازيل وألمانيا إلى الدوحة، بينما تمنع قيود كوفيد الزوار من الصين.