العواصف الغبارية في سورية تزيد بنسبة 450%.. و”الأرصاد” تُحدد 4 أسباب
شهد العام الحالي، زيادة ملحوظة في عدد العواصف الغبارية التي ضربت مناطق واسعة من سورية، لتزيد عدد الأيام التي شهدت هكذا عواصف بنسبة 450%، مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، وفق بيانات رسمية، نقلتها صحيفة “الأخبار” اللبنانية.
وفي تقرير نشرته أمس الثلاثاء، ذكرت الصحيفة، أن اللافت في العواصف الغبارية التي ضربت سورية هذا العام، أنها ذات منشأ محلي، الأمر الذي اعتبرته المؤسسات العلمية بمنزلة “إنذار غير مسبوق، تجب مواجهة تحدياته وأخطارها في إطار تعاون إقليمي”.
الأمر الآخر الملفت هذا العام، هو دخول العاصمة دمشق ضمن دائرة التجمّعات السكنية التي اجتاحتها تلك العواصف، في “تطوُّر ينذر”، بحسب رأي علماء المناخ والبيئة، بـ”خطورة التَغيّرات المناخية التي باتت تتهدّد النظام البيئي في سورية”.
4 أسباب
وحسب تقرير الصحيفة، فإن “المديرية العامة للأرصاد الجوية”، حددت أربعة أسباب رئيسة لظاهرة المنشأ المحلي للعواصف الغبارية، أوّلها يتمثّل في قلّة الهطولات المطرية لموسمَين متتاليَين، حيث سَجّلت تراجعاً في بعض المناطق بنسبة 50%، الأمر الذي تسبّب في خلق تربة جافة ومفكّكة، خصوصاً في البادية.
أمّا العامل الثاني، فيكمن في “ظاهرة الاحتباس الحراري”؛ إذ تشير الدراسات المحلّية، إلى أن ثمّة زيادة وسطية في درجات الحرارة مقدارها 0.5%، وهذا كانت له تأثيراته في الجفاف وأنماط الهطول المطري، إضافة إلى “تَوسّع مناطق التصحّر وزيادة احتمالية العواصف الغبارية”.
ويتمثّل العامل الثالث، حسب “مديرية الأرصاد”، في التعدّيات الحاصلة على الغطاء الحراجي، والنشاط البشري وما يسبّبه من تأثيرات سلبية على مكوّنات النظام البيئي. و”تتّضح تأثيرات هذا العامل خصوصاً في محافظة السويداء، التي تحوّلت بعض مناطقها إلى منشأ للعواصف الغبارية، وذلك بفعل عمليات القطع المستمرّة للأشجار الحراجيّة”.
كما نوهت “الأرصاد”، إلى دور “حركة الآليات الثقيلة للقوات العسكرية” في المنطقة، فضلاً عن قيام سكّان بإرسال أغنامهم إلى مناطق البادية بغية تأمين مراعٍ لها، و”هذا ما تسبّب تدريجياً بانحسار الغطاء النباتي”.
وأخيراً فإن العامل الرابع، يتعلّق بـ”زيادة النشاط الشمسي بعد سنوات من ضعفه، بالتوازي مع موسم الجفاف”.
“الإرهاب” و”العجاج”
وشهد الشرق السوري في الأسابيع الماضية عواصف غبارية متكررة، اعتبرت الأعنف منذ عشرات السنوات، وفق ما أكده سكان من مدينة دير الزور لـ”السورية نت”، الذين يطلقون على هذه العواصف تسمية “العجاج”.
وشهدت ساعات نهار الـ16 من الشهر الماضي، أشد هذه العواصف، وتوفي بسببها 9 أشخاص، إضافة إلى تسجيل مئات من حالات الاختناق.
ويزعم وزير الإدارة المحلية والبيئة في حكومة نظام الأسد، أن “الإرهاب الذي استهدف سورية ألحق الأذى بجميع عناصر البيئة والتربة”، وذلك في معرض حديثه عن ظاهرة العواصف الغبارية التي تتعرض لها سورية والبلدان المجاورة مؤخراً.
واعتبر مخلوف وفق ما نقلته وكالة “تسنيم” الإيرانية، في 30 من مايو/ أيار 2022، أن “الإرهاب” أسهم في “تلوث الهواء نتيجة تكرير النفط العشوائي، وقطع الأشجار الجائر، وحرائق الغابات”.
ونوه مخلوف، إلى أن المباحثات التي أجراها مع إيران، هدفها “تعزيز ما تم البدء به منذ عام 2006 في المجال البيئي، والتوصل الى برنامج تنفيذي يتيح الاستفادة من خبرات الجانبين في موضوع معالجة ظواهر العواصف الغبارية”.