لا تزال المفاوضات مستمرة بين حركة “حماس” وإسرائيل منذ أسابيع، للتوصل لاتفاق حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وسط تهديدات إسرائيلية بتوسيع الهجوم نحو رفح في الطرف الجنوبي من غزة.
وذكرت وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية، أمس الثلاثاء، أن إسرائيل و”حماس” تحرزان تقدماً نحو اتفاق آخر لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى، بوساطة قطرية ومصرية عبر محادثات تجري في القاهرة.
ونقلت الوكالة عن مسؤول مصري أن الوسطاء حققوا تقدماً “كبيراً نسبياً” قبل اجتماع أمس الثلاثاء في القاهرة، بحضور ممثلي قطر والولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال المسؤول إن الاجتماع ركّز على “صياغة مسودة نهائية” لاتفاق وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، مع ضمانات بأن الأطراف ستواصل المفاوضات نحو وقف دائم لإطلاق النار.
فيما قال دبلوماسي غربي في العاصمة المصرية للوكالة إن هناك اتفاقاً مدته ستة أسابيع مطروح على الطاولة، مضيفاً أنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من العمل للتوصل إلى اتفاق.
ولم يكشف المسؤولان، اللذين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، عن التفاصيل الدقيقة للاتفاق.
“لا تقدم ولا انهيار”
من جانبها، قالت صحفية “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن مفاوضي وقف إطلاق النار في غزة “فشلوا في سد الفجوة بين إسرائيل وحماس في محادثات القاهرة”.
وأضافت أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، اختتم المفاوضات مع كبار المسؤولين في الشرق الأوسط، أمس الثلاثاء، دون اتخاذ خطوات كبيرة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و”حماس” من شأنه إطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب على قطاع غزة.
ونقلت عن مسؤولين مطلعين على المحادثات قولهم إن “بيرنز أجرى محادثات مع ديفيد بارنيا، رئيس وكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، وكذلك رئيس المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني “.
وبحسب مسؤولين مصريين، فإن الوفد الأمني الإسرائيلي غادر القاهرة دون سد أي من الثغرات الرئيسية في المفاوضات، بما في ذلك مدة وقف إطلاق النار، وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل أسير إسرائيلي.
وتتركز نقطة الخلاف بين الجانبين حول عدد الفلسطينيين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم، وعددهم1500 سجين، ثلثهم تريد اختيارهم من قائمة الفلسطينيين الذين حكمت عليهم إسرائيل بالسجن مدى الحياة.
وقال مسؤول أمريكي للصحيفة إنه “لم يحدث انفراج أو انهيار في المفاوضات”.
فيما أكد مسؤولون مصريون أن المحادثات ستستمر عبر القنوات الدبلوماسية والأمنية خلال الأيام المقبلة.
وخلال مفاوضات القاهرة، أمس، حذر المسؤولون الإسرائيليون من أنه إذا فشلت “حماس” في قبول شروط إسرائيل لوقف مؤقت لإطلاق النار، فإن الجيش الإسرائيلي سوف يواصل هجومه في رفح، وفقاً لمسؤولين مطلعين على المحادثات.
وتهدد إسرائيل بتوسيع هجومها نحو رفح، وسط تحذيرات من وقوع مجازر بحق المدنيين وتفاقم الأوضاع الإنسانية، بعد نزوح مليون فلسطيني من شمال قطاع غزة إلى رفح.
اتفاقية “شاملة”
وكانت إسرائيل اقترحت وقف إطلاق النار لمدة شهرين، يتم بموجبه إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل، والسماح لكبار قادة “حماس” في غزة بالانتقال إلى بلدان أخرى.
لكن “حماس” رفضت هذا الاتفاق، ووضعت خطة لوقف إطلاق النار تتضمن 3 مراحل، مدة كل مرحلة منها 45 يوماً.
وبموجب الخطة، سيتم إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليات، والذكور دون سن 19 عاماً والمسنين والمرضى، خلال المرحلة الأولى التي مدتها 45 يوماً، مقابل إطلاق سراح النساء والأطفال الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
إلى جانب “تكثيف إدخال الكميات الضرورية والكافية لحاجات السكان من المساعدات الإنسانية والوقود وما يشبه ذلك، بشكل يومي”.
وسيتم إطلاق سراح الرهائن الذكور المتبقين خلال المرحلة الثانية مقابل أعداد محددة من المسجونين الفلسطينيين.
وتشمل المرحلة الثانية أيضاً “خروج القوات الإسرائيلية خارج حدود مناطق قطاع غزة كافّة، وبدء أعمال إعادة الإعمار الشامل للبيوت والمنشآت والبنى التحتية”.
وفي المرحلة الثالثة، يتم “تبادل جثامين ورفات الموتى لدى الجانبين بعد الوصول والتعرف إليهم، واستمرار الإجراءات الإنسانية للمرحلتين الأولى والثانية”.
وبحلول نهاية المرحلة الثالثة، تتوقع “حماس” أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.
وقد اعتُبر ذلك بمثابة بداية غير موفقة بالنسبة لإسرائيل، التي تريد الإطاحة بـ”حماس” قبل إنهاء الحرب.
ومع ذلك، أشار الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الاثنين الماضي، إلى أن هذه الصفقة “قد تكون بمتناول اليد”، متحدثاً عن “فجوات لا تزال قائمة”.