شددت “الفرقة الرابعة” التابعة للنظام السوري من حصارها على المناطق الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في ريف حلب الشمالي، ووصفت وسائل إعلام مقربة من الأخيرة أنه ما يحصل “هو الأقسى منذ 5 سنوات”.
وذكرت وكالة “anha” (هاوار)، اليوم الاثنين، أن أكثر من 200 ألف شخص من أهالي “مقاطعة الشهباء” ومهجري عفرين يواجهون “كارثة إنسانية”، بعد تشديد قوات الأسد للحصار “الجائر على المقاطعة”، وفق تعبيرها.
وقالت الوكالة إن الحصار تسبب خلال الأيام الماضية بإغلاق المؤسسات الخدمية والطبية والتعليمية في “مقاطعة الشهباء”، كما تطلق عليها “الإدارة الذاتية”.
وتضم “الشهباء” أربعة نواحي هي: تل رفعت، أحرص، أحداث، فافين، فضلاً عن 40 قرية وبلدة تابعة لها.
كما توجد فيها خمسة مخيمات لمهجري عفرين، وهي: عفرين، الشهباء، العودة، سردم، برخدان.
ولا تعرف أسباب تشديد الحصار الأمني من جانب النظام السوري في الوقت الحالي، لاسيما أن هذا الإجراء لم ينقطع على مدى السنوات الماضية، ودفع في إحدى محطاته “قسد” للرد بالمثل في مدينة القامشلي.
وقبل عدة أشهر كانت “الفرقة الرابعة” تسمح بدخول 15 صهريجاً من المازوت إلى النواحي الأربعة المذكورة.
لكن في الشهرين الأخيرين منعت “الرابعة” دخول المازوت بشكل تام.
وأضافت الوكالة المقربة من “قسد” أن حكومة النظام السوري قلّصت أيضاً عدد أسطوانات الغاز المقرر إدخالها شهرياً، من نحو 28 ألف أسطوانة إلى 10 ألف أسطوانة.
ويأتي ما سبق في وقت تشهد فيه المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري أزمة محروقات غير مسبوقة، انعكست تداعياتها على شبكات الكهرباء والماء والاتصالات الأرضية.
كما أنه يتزامن مع المفاوضات التي تقودها روسيا مع “قسد”، من أجل إبعاد سيناريو الهجوم البري على مناطقها من الجانب التركي، خاصة مع تهديدات المسؤولين الأتراك بأن العملية الجوية التي انطلقت قبل أكثر من أسبوع “ما هي إلا البداية”.
وسبق وأن فرضت قوات الأسد حصاراً على الأحياء التي تتبع لـ”قسد” في مدينة حلب، الأمر الذي ردّت عليه الأخيرة بحصار المربع الأمني في القامشلي والحسكة، وذلك في شهر أبريل / نيسان الماضي.
واستمر الحصار المتبادل، حينها، لثلاثة أسابيع، وتخلله توتر أمني، تمثل باشتباكات وتصعيد وصل في إحدى محطاته إلى مرحلة الصدام المباشر.
وما تزال “قسد” تحتفظ بمناطق في محيط عفرين، بالإضافة إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب.