“المساعدات الإنسانية” إلى سورية.. ورقة روسية تنتظر موقفاً أمريكياً
تحاول روسيا استخدام ملف إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى داخل سورية، كورقة ضغط على الولايات المتحدة والدول الغربية، التي تحركت لعرقلة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وهدد نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي، بمنع تمرير قرار تمديد إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وقال بوليانسكي، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سورية الخميس الماضي، إن “آلية إيصال المساعدات عبر الحدود، تنتهي في يوليو المقبل، ومن بين أحكام القرار، هناك بند واحد فقط يجري تنفيذه حالياً”.
وأضاف “على ما يبدو، أن الأطراف لن تفي بجميع الأحكام الأخرى، وفي الوقت نفسه أثبتت دمشق أن عمليات التسليم إلى إدلب عبر خطوط التماس ممكنة”.
من جهته أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق، والمبعوث الخاص إلى سورية، إيثان غولدريتش، على ضرورة تمديد قرار إدخال المساعدات.
جاء ذلك خلال لقاء غولدريتش والمبعوثة النرويجية الخاصة إلى سورية، هيلدا هارالدستاد. خلال اجتماع على هامش محادثات اللجنة الدستورية في جنيف، أمس السبت.
وناقش الطرفان “الحاجة إلى توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية في سورية، والتحرك نحو تجديد الوصول عبر الحدود بموجب قرار مجلس الأمن”.
ناقش نائب مساعد وزير الخارجية غولدريتش والمبعوثة النرويجية الخاصة الى سوريا هيلدا هارالدستاد الحاجة إلى توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية في سوريا والتحرك نحو تجديد الوصول عبر الحدود بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2585، خلال اجتماع على هامش محادثات اللجنة الدستورية في جنيف.
— U.S. Embassy Syria (@USEmbassySyria) March 26, 2022
ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن على تمديد هذه الآلية، في يوليو/تموز المقبل.
وعلى خلاف السنوات الماضية قد يتجه الكرملين إلى عرقلتها، كرد فعل على الضغوطات الغربية التي يتعرض لها في الملف الأوكراني.
وتمر أكثر من 1000 شاحنة من المساعدات عبر معبر باب الهوى الحدودي بين سورية وتركيا كل شهر.
وتخدّم هذه الشحنات بشكل أساسي مئات آلاف العائلات التي تعيش ظروفاً صعبة في شمال غربي سورية.
ضغط أمريكي ودور تركي
وكانت روسيا استخدمت، العام الماضي، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي نص على إدخال المساعدات عبر معبري باب الهوى واليعربية مع العراق.
وكحل وسط في اللحظة الأخيرة، تم التوافق على تمديد إدخال المساعدات 12 شهراً عبر معبر باب الهوى، وإغلاق معبر اليعربية.
“المساعدات السورية”.. مخاوف من “فيتو روسي مختلف” و”خطط طوارئ”
المبعوث الأمريكي السابق، جويل رايبورن، اعتبر أن واشنطن ضغطت من أجل فتح معبر اليعربية، إلا أن موسكو رفضت ذلك.
وقال رايبورن، في تصريحات لوكالة “رووداو” اليوم الأحد، إن “روسيا لا تريد فتح أي معابر حدودية لإيصال مساعدات الأمم المتحدة، والسبب الوحيد الذي سمحت روسيا بفتح معبر باب الهوى الحدودي، هو أنها لا تريد أن تحدث أي أزمة مع تركيا”.
واعتبر المبعوث السابق أن روسيا تستخدم ملف المساعدات الإنسانية كورقة سياسية، مرجحاً استخدامها للفيتو خلال التصويت المقبل في مجلس الأمن.
واقترح رايبورن “إنشاء نظام يقدم المساعدة من خلال الدول، وليس من خلال الأمم المتحدة، وبهذه الطريقة ستصل المساعدات عبر جميع المعابر، اليعربية وباب السلام وباب الهوى وجرابلس”.
وأكد على ضرورة اتخاذ واشنطن ودول غربية، موقفاً حازماً بإيصال رسائل إلى موسكو، عن إمكانية إرسال المساعدات من خلال قنوات أخرى غير الأمم المتحدة.
وكان موقع “ميدل إيست آي”، أشار قبل أسبوعين، بأن وكالات الإغاثة والحكومات الأجنبية تبحث عن تدابير للحفاظ على تدفق المساعدات، إلى مناطق شمال سورية.
وأشار الموقع إلى أن المانحين يبحثون طرق إنشاء صندوقهم الخاص، ليحل محل الصندوق الحالي الذي تديره الأمم المتحدة.