“المسيرات” تزيد توتر الحدود الأردنية-السورية.. توقعات بـ”تصعيد عسكري”
تستمر عمليات تهريب المخدرات من مناطق سيطرة نظام الأسد إلى الأردن، بطرق “تكنولوجية متطورة”، كما وصفها وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي.
وآخر محاولات التهريب كانت أمس الثلاثاء، عندما أعلن الجيش الأردني إسقاط “طائرتين مسيرتين محملتين بمواد مخدرة، قادمتين من الأراضي السورية”.
وذكر بيان الجيش أن “الطائرتين اللتان تم إسقاطهما، كانتا محملتان بكمية من مادة الكرستال”.
وشدد على أن “الأردن ماضية في التعامل بكل قوة وحزم، مع أي تهديد على الواجهات الحدودية”.
نبرة استياء
وتصاعدت في الأيام الأخيرة نبرة “الاستياء” من قبل مسؤولين ومحللين أردنيين، لعدم اتخاذ نظام الأسد أي خطوات يوقف فيها تهريب حبوب المخدرات عبر الحدود.
وبدأت عملية تهريب المخدرات تأخذ بعداً جديداً، وبعدما كانت هذه الشحنات تعبر الحدود براً، تطور عمل المهربين المرتبطين بأجهزة نظام الأسد الأمنية والميليشيات الإيرانية إلى استخدام الطائرات المسيّرة.
وكان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أكد في تصريحات الأسبوع الماضي أن عملية تهريب المخدرات هي “عملية منظمة، والمهربون يمتلكون قدرات كبيرة”.
وأضاف، في مقابلة مع قناة “المملكة” الأردنية، أن هناك مجموعات مرتبطة بجهات إقليمية وجهات أخرى مسؤولة عن تهريب المخدرات عبر الحدود.
كما أشار، خلال ندوة في مركز أبحاث “SRMG” الأحد الماضي، إلى أن عملية تهريب المخدرات “تعد أعمالاً إجرامية منظمة، ويتم استخدام قدرة تكنولوجية متطورة للغاية مثل الطائرات المسيرة”.
وأكد أن “من كل محاولتين إلى ثلاث محاولات لعمليات تهريب يضبطها الأردن، فإن واحدة تنجح”.
ويعتبر مسؤولون أردنيون أن الاستخدام المتزايد للطائرات بدون طيار التي تحمل المخدرات والأسلحة والمتفجرات “يضيف بعداً جديداً لحرب المخدرات عبر الحدود”.
وحسب وكالة “رويترز” فإن مسؤولين أردنيين يقولون إن “المحادثات مع كبار المسؤولين السوريين للحد من شبكات التهريب التي تديرها إيران، وصلت إلى طريق مسدود”.
ويرجع المسؤولون السبب إلى “عدم قدرة دمشق على فرض النظام على منطقتها الجنوبية التي تسود فيها حالة من الانفلات الأمني”.
وكان الملك الأردني، عبد الله الثاني، قال إن “الرئيس بشار الأسد لا يتمتع بالسيطرة الكاملة على بلاده، في ضوء المشكلة الكبرى المتمثلة في تهريب المخدرات والأسلحة إلى الأردن”.
واعتبر أن هناك أطرافاً وأشخاصاً داخل النظام في سورية يعملون على تهريب المخدرات إلى الأردن، وإيران تستفيد من ذلك.
توقعات بتصعيد عسكري
وتزيد عمليات تهريب المخدرات عبر الطائرات المسيرة من حدة التوتر القائم بين الأردن ونظام الأسد، ما قد يتطور لاحقاً إلى اشتباكات حسب محللين أردنيين.
وألمح الملك الأردني قبل أيام لإمكانية تطور قواعد الاشتباكات على الحدود، قائلاً “سنحمي بلدنا من أي تهديدات مستقبلية تمس أمننا الوطني جراء الأزمة السورية”.
ورجح الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار حدوث مواجهة عسكرية “في المستقبل القريب”.
وقال أبو نوار، في مقابلة مع “الجزيرة” إن “ما يحدث حالياً على الحدود الأردنية- السورية هو عملياً بمثابة حرب حقيقية”.
وأضاف أنه “ليس أمام عمّان سوى الدفاع عن النفس، بالإضافة إلى أن الحراك الدبلوماسي -الذي انتهجه الأردن- لم يُحدث ذلك الاختراق المطلوب”.
وكان وزير الخارجية الأردني أكد أن عمليات تهريب المخدرات زادت بعد تواصل الأردن مع النظام السوري، وسط أنباء عن توقف الاجتماعات بين لجنة الاتصال العربية والنظام.
واعتبر أبو نوار أن “الأردن بحاجة إلى دعمٍ مالي خليجي مستمر”، إذا ما أراد إقامة منطقة عازلة على حدوده مع سورية.
بدوره أشار الكاتب الصحفي، حسين الرواشدة في مقالة على صحيفة “الدستور” قبل أيام، أن بلاده “لم يعد بمقدورها أن تقف مكتوفة الأيدي، انتظاراً لدقات ساعة الانفجار، التي يبدو أنها أصبحت قريبة”.