يجري وفد تجاري مصري زيارة إلى العاصمة التركية أنقرة، منذ أمس الجمعة، في خطوة تندرج في إطار مواصلة “المشاورات” بين البلدين، لإحراز تقدم على صعيد إعادة تطبيع العلاقات.
ويرأس الوفد المصري إبراهيم العربي، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية في مصر.
وذكرت وكالة “الأناضول“، اليوم السبت أن نائب وزير التجارة التركي، مصطفى توزجوز بحث مع العربي “العلاقات الاقتصادية بين البلدين”.
بدورها قالت وزارة التجارة التركية في بيان إن اللقاء جرى في مقر الوزارة بأنقرة، وحضره أيضاً رئيس اتحاد الغرف والبورصات في تركيا، رفعت هصارجيكلي أوغلو.
وأوضح البيان أن اللقاء تناول العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر وتركيا، والتطلعات المتبادلة والخطوات التي يمكن اتخاذها.
وأكد الجانبان أن زيادة الحوار بين رجال الأعمال الأتراك والمصريين “سيسهم في زيادة رخاء الشعبين من خلال المساهمة الإيجابية في العلاقات التجارية والاقتصادية”.
وشدد نائبا وزير التجارة خلال الاجتماع على “أهمية الزيارات المتبادلة بشكل متكرر”.
ولا يمكن فصل زيارة الوفد المصري إلى أنقرة عن الخطوات التي اتخذتها القاهرة وأنقرة، خلال الأشهر الماضية، من أجل إعادة تطبيع العلاقات المتدهورة، منذ عام 2013.
كما لا يمكن فصلها عن سلسلة التحركات التي بدأتها تركيا، على صعيد تعزيز حجم تجارتها الخارجية، وخاصة مع الدول العربية، على رأسها الإمارات، بحسب ما شهدته الأسابيع الماضية.
وبلغت قيمة الصادرات التركية إلى مصر، خلال العام الماضي، 4.5 مليارات دولار بزيادة 44.2 بالمئة مقارنة بـ2020.
في حين بلغت قيمة وارداتها من مصر 2.2 مليار دولار بزيادة 28.4 بالمئة، بحسب “هيئة الإحصاء التركية”.
وتتمثل أبرز المواد والمنتجات التي تصدرها تركيا إلى مصر في المنتجات والمواد الكيميائية والبلاستيكية والمطاط ومنتجات النسيج والملابس الجاهزة والمعادن والذهب والزيوت البترولية والماكينات والمنتجات الزجاجية، والزجاج الخام والغذائيات والمنتجات الزراعية.
أما أبرز ما تستورده تركيا من مصر فيتمثل في المنتجات والمواد البترولية والمعادن ومنتجاتها الصناعية والمنسوجات والملابس والمعدات والآلات الكهربائية والكيميائيات والمواد البلاستيكية والمطاط والسيارات والمحركات والورق والمواد الغذائية والمواد الزراعية والذهب ومنتوجات الحلي.
“لقاءات لم تكسر الجليد”
وفي الأيام الأولى من شهر مايو 2021 كان وفد تركي برئاسة مساعد وزير الخارجية، سادات أونال، قد زار العاصمة المصرية القاهرة، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سنوات، وتلخصت مهامه بإحداث خرق أول على صعيد الدفع باتجاه “المصالحة”.
ومنذ تلك الفترة، وعلى الرغم من التصريحات الإيجابية التي تلت اللقاء الأول، لم تتخذ أي من أنقرة والقاهرة أي خطوات أخرى، سوى زيارة وفد من المسؤولين المصريين إلى أنقرة، لبحث الدفع بالعلاقات الجديدة.
وتقف أنقرة والقاهرة، منذ 8 سنوات، على طرفي نقيض، وتشوب العلاقة بينهما عدة ملفات عالقة، بينها قضية ترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط، بالإضافة إلى اصطفاف كل طرف في السابق ضمن تحالفات مضادة.
لكن ومنذ مطلع العام الماضي طرأ تحول جزئي في العلاقة بين الطرفين، وجاء ذلك في الوقت الذي اتجهت فيه دول الإقليم إلى تخفيف التوترات، بعد التغير الذي حصل في الإدارة الأمريكية، بوصول جو بايدن إلى البيت الأبيض.