المعارك تحتدم.. “الجبهة الوطنية” بعد رفع “الجاهزية”: أفشلنا تقدم النظام
أعلنت “الجبهة الوطنية للتحرير”، اليوم الجمعة، إفشال محاولات تقدم لقوات الأسد، بريف إدلب، وإيقاع قتلى في صفوفه، وذلك بعد يوم واحد من إعلانها رفع جاهزية وحداتها القتالية بكل اختصاصاتها، وذلك رداً على عدم التزام قوات الأسد، وحليفته روسيا بوقف إطلاق النار الأخير.
وأكدت “الجبهة الوطنية” وهي أكبر تشكيلات الجيش الحر، في شمال غرب سورية، أنها صدت محاولة تقدم لقوات الأسد، على محور أبو جريف في ريف إدلب الشرقي وسقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، متحدثة عن أن مقاتليها، أوقعوا خسائر مادية بالقوات المهاجمة، عند محور تل خطرة شرقي إدلب.
من جانبها، قالت شبكة “المحرر”، إن الفصائل تمكنت من قتل وجرح العشرات من عناصر قوات الأسد، إثر استهداف مواقعهم في قرية أبو دفنة شرقي إدلب، بقذائف المدفعية الثقيلة والصواريخ.
إعلان النفير
وكان المتحدث باسم “الجبهة الوطنية”، النقيب ناجي مصطفى، نشر بياناً مساء الخميس، جاء فيه: “كنا على ثقة أن المحتل الروسي الغادر وذيله نظام الإجرام ليس لهم عهد ولا ذمة ولن يلتزموا بأي تهدئة أو هدنة”.
وأضاف البيان: “لذلك لم يكن مفاجئاً لنا استمرارهم في استهداف المدن والقرى والأسواق والمشافي وتجمّعاتِ المدنيين في المناطق المحرّرة في إدلب وريف حلب، كنوع من الانتقام سيما بعد الصفعة المؤلمة التي تلقوها مؤخراً برفضِ أهلنا المدنيين الانجرار لمكيدتهم وتصديق أكاذيبهم حول المعابر الآمنة المزعومة، فما كان منهم إلا التصعيد ضد الأهالي والمدنيين الذين آثروا البقاءَ خلف أبنائهم الثوار رغم القصف والدمار على العودةِ لحظيرةِ الاستبداد والاستعباد المتمثلة بنظام المجرم بشار الأسد وداعميه”.
وقال:” قد رفعنا جاهزية وحداتنا القتالية بكل اختصاصاتها وأعلنا نفير مقاتلينا للدفاع عن أرضنا وعرضنا وثورتنا بكل ما نملك من قوة وتصميم”.
ويأتي رفع “الجبهة الوطنية”، الجاهزية القتالية في الشمال السوري، وسط تطورات عسكرية متسارعة، عقب تأكيد عدة مصادر إعلامية، انعقاد اجتماع على الحدود السورية- التركية، الأربعاء الماضي، بين قيادات من “الجيش الوطني” و”الجبهة الوطنية” ومسؤولين عسكريين أتراك.
ولم يعلن عن الاجتماع بشكل رسمي، سواء من قبل تركيا أو الفصائل العسكرية المعارضة.
كما أفادت تقارير إعلامية، أن أنقرة طلبت دعماً عسكرياً ولوجستياً لفصائل المعارضة، من الولايات المتحدة الأميركية.
ويبدو أن الوضع في إدلب، يسير نحو مزيد من التصعيد، وخاصة بعد تقدم قوات الأسد، وبغطاء جوي روسي، في ريف إدلب، بعد عملية برية أطلقتها الخميس، في خرق جديد لوقف إطلاق النار، تمكنت خلالها من السيطرة على قريتي أم جريف والحوينة بعد قصف جوي عنيف واشتباكات مع فصائل المعارضة في المنطقة.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أكد خلال مشاركته في بث مباشر على قناة “سي إن إن تورك”، يوم الأربعاء 15 من كانون الثاني الحالي، على أهمية وقف إطلاق النار في العملية السياسية، إلا أنه قال “يجب على المعارضة حماية نفسها من هجمات النظام”، حسبما نقلت وكالة “الأناضول”.
وما تزال قوات الأسد وروسيا، تشن حملة قصف جوي وصاروخي مكثف، على قرى وبلدات إدلب، على الرغم من إعلانٍ اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار فيها، من قبل الجانبين الروسي والتركي..
وتشير أحدث تقارير الأمم المتحدة، إلى نزوح قرابة 350 ألف مدني من إدلب، شمال غربي سورية، إلى المناطق الحدودية مع تركيا، منذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في حين أشارت آخر التقارير الحقوقية، إلى مقتل 313 مدنياً في إدلب، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.