نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً تحدثت فيه عن أهمية إبقاء معبر “باب الهوى” في شمالي سورية مفتوحاً، قبل أقل شهر من “التصويت الحاسم” في مجلس الأمن، والذي يراه الكثير من المراقبين “مختلفاً” عما سبقه خلال السنوات الماضية.
ويشير التقرير الذي نشر، اليوم الجمعة، إلى أن “باب الهوى” وهو آخر طريق متبق للمساعدات الإنسانية للأمم المتحدة إلى سورية يبدو أنه “سيغلق في تصويت مجلس الأمن الشهر المقبل”.
وجاء فيه: “قد يكون ضحية أخرى لانهيار العلاقات بين الغرب وروسيا”.
ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن، في العاشر من شهر يوليو / تموز المقبل على استمرار فتح المعبر من تركيا، مما يساعد في خدمة ملايين السكان في محافظة إدلب.
وتم تخفيض عدد طرق المساعدات عبر الحدود المسموح بها إلى سورية من أربعة إلى واحد في عام 2020، حيث يحاول النظام السوري وحليفته روسيا تأكيد “حق سورية السيادي في السيطرة على الحدود وإدارة تدفق المساعدات الخارجية”.
ودعا 32 من قادة المنظمات غير الحكومية الأمم المتحدة إلى الإبقاء على المعبر لمدة 12 شهراً أخرى، “لكن فرص النجاح ضئيلة”، بحسب “الغارديان”.
ويتطلب المعبر قراراً من الأمم المتحدة والتزاماً روسياً بعدم استخدام حق النقض لعرقلة الإجراء.
وفي إشارة إلى أهمية القضية، أجرى وزيرا خارجية أيرلندا والنرويج زيارة للمعبر، خلال الأيام الماضية، وكذلك سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد.
وتقول المنظمات غير الحكومية أنه في عام 2021، سمح طريق باب الهوى للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى أكثر من 2.4 مليون شخص شهرياً في شمال غرب البلاد.
وشمل ذلك توفير الغذاء لـ1.8 مليون شخص، والمساعدة التغذوية لـ 85000 شخص، والتعليم لـ 78000 طفل، والوصول إلى مجموعات الكرامة المنقذة للحياة لـ 250.000 امرأة وفتاة.
في المقابل، وصلت المساعدات الداخلية إلى أقل من 50000 شخص.
وتضيف الصحيفة: “يبدو أن احتمال وصول المساعدات من الأراضي التي تسيطر عليها سوريا إلى إدلب التي يسيطر عليها المتمردون بعيد المنال”.
وقال مارك كاتس، نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية: “ستكون كارثة إذا لم يتم تجديد القرار. في الشهر الماضي كان لدينا أكثر من 1000 شاحنة مساعدات”.
وأضاف أن “سورية يتم إخطارها بشأن كل شاحنة مساعدات تعبر الحدود”، مشدداً على أن هدف الأمم المتحدة الوحيد هو مساعدة الأشخاص المعرضين للخطر على جانبي خط المواجهة.
وتحذر المنظمات غير الحكومية من أن المزيد من السوريين معرضون لخطر الجوع هذا العام أكثر من أي وقت آخر.
وأدت الأزمات المتقاربة والصدمات الاقتصادية، بما في ذلك الجفاف والتضخم والانهيار الاقتصادي وجائحة “كورونا” إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل.
ونتيجة لذلك، يعتمد اليوم أكثر من 14.6 مليون سوري على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك 4.1 مليون شخص يعيشون في الشمال الغربي.
وكانت معركة دبلوماسية ضخمة في يوليو / تموز 2020 لإقناع روسيا بالإبقاء على معبر باب الهوى مفتوحاً.
لكن موسكو مع الصين استخدمتا حق النقض ضد قرار للأمم المتحدة، والذي كان من شأنه الإبقاء على نقطتي عبور حدوديتين من تركيا.
وبعد ذلك تم تمديد التفويض لمدة عام واحد لإبقاء “باب الهوى” مفتوحاً لمدة عام آخر في 9 يوليو 2021.
إلا أنه ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي، اقتربت العلاقات مع الغرب من الانهيار.
وانسحب الوفد الروسي من اجتماعات الأمم المتحدة، بسبب الاشمئزاز من الانتقادات الموجهة إلى موسكو.
ووفق “الغارديان”: “لا يوجد حتى الآن أي مؤشر على أن الغزو قد قلل من دعم روسيا للرئيس السوري بشار الأسد. إذا كان هناك أي شيء، فإن الدولة تعزز وجودها لمنع غزو تركي جديد لشمال سورية التي يسيطر عليها الأكراد”.
وصدرت خلال الأيام الماضية دعوات من قبل منظمات إنسانية وإغاثية، إضافة إلى تصريحات أمريكية، تؤكد على ضرورة تمديد القرار وإدخال المساعدات.
في المقابل ألمح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى إمكانية استخدام الفيتو في جلسة التصويت.
وقال بوتين، خلال مقابلة مع قناة “NBC” الأمريكية، الأسبوع الماضي، إنه “يجب تنظيم إيصال المساعدات الإنسانية إلى كل الناس بصرف النظر عن أي سياق سياسي”.