الملف السوري في مباحثات أمريكية روسية وقمتين في سوتشي وواشنطن
تشهد الأيام المقبلة، لقاءات على مستويات عالية بين مسؤولين لدول تعتبر نافذة في الملف السوري، أهمها قمة روسية تركية نهاية الشهر المقبل.
اللقاء الأول سيكون بين مبعوث الرئيس الأمريكي ومسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي، بريت ماكغوركن، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فريشنين، والمبعوث الرئاسي ألكسندر لافرنييف.
ومن المتوقع أن يتم خلال اللقاء مناقشة الملف السوري وطرح أوراق جديدة على الطاولة، خاصة بعد التفاهم بين البلدين في يوليو/ تموز الماضي، بشأن تمديد قرار إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وتأتي المباحثات الأمريكية- الروسية بعد تحرك أردني للملك عبد الله الثاني، وتقديمه عرض على الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خلال زيارته إلى واشنطن بشأن الانضمام إلى فريق عمل يسعى للاتفاق على خريطة طريق للحل في سورية، حسب ما قالت صحيفة “واشنطن بوست”.
وكان الملك الأردني التقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الشهر الماضي في موسكو، بعد أسابيع من لقائه بايدن في واشنطن.
كما تأتي مباحثات ماكغورك – فيرشينين بعد ساعات من اجتماع بين بوتين ورئيس النظام، بشار الأسد خلال زيارته غير المعلنة مسبقاً إلى موسكو، أمس الاثنين.
لقاء بوتين- أردوغان
أما اللقاء الثاني سيكون، حسب وسائل إعلام تركية، بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مدينة سوتشي، نهاية الشهر الجاري.
وحسب صحيفة “حريييت” التركية، فإن قضية ملف إدلب والمشاكل التي تعترض المنطقة ستناقش في قمة أردوغان- بوتين.
وكانت مدينة إدلب شهدت، على مدى الأشهر الماضية، مقتل جنود أتراك وإصابة آخرين بهجمات بينها تفجيرات بالعبوات الناسفة، وأخرى مسلحة نفذها “مقاتلون مجهولون”.
وآخر هذه الهجمات كانت، الأسبوع الماضي، عندما قتل ثلاثة جنود أتراك وأصيب آخرون بانفجار عبوة ناسفة في محافظة إدلب أثناء إجرائهم لعمليات تمشيط في المنطقة، حسب ما قالت وزارة الدفاع التركية.
وتخضع إدلب إلى اتفاق بين تركيا وروسيا منذ مارس/ آذار العام الماضي، إلا أن قوات النظام تخرق باستمرار الاتفاق عبر استهدافها بالقصف للأحياء السكنية، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اتهم قبل أيام تركيا بعدم تنفيذ اتفاق إدلب، وقال إن “تركيا لم تتمكن من استكمال تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بفصل المعارضة عن الإرهابيين في إدلب”.
إلا أن وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار رد على لافروف، حسب وكالة “الأناضول“، بالقول إن هناك اتفاقيات تم توقيعها “بعد محادثاتنا مع روسيا. نحن نلتزم بها وأوفينا ونفي بمسؤولياتنا، وننتظر من محاورينا الالتزام بهذه الاتفاقيات وبمسؤولياتهم”.
قمة تركية أمريكية
أما اللقاء الثالث سيكون بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمريكي جو بايدن، خلال زياته إلى الولايات المتحدة بين 19-22 سبتمبر/أيلول الجاري، لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن المتوقع أن يكون الملف السوري، وخاصة منطقة شمال شرق سورية التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من واشنطن، حاضراً في اللقاء.