الملك الأردني “يشك” بسيطرة الأسد على سورية.. ماذا عن المخدرات؟
أعرب الملك الأردني، عبد الله الثاني، عن شكّه في سيطرة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، على بلاده، ومسؤوليته عن تهريب المخدرات إلى الأردن.
وجاءت تصريحات الملك الأردني خلال قمة الشرق الأوسط العالمية في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأربعاء.
وقال إن “الرئيس بشار الأسد لا يتمتع بالسيطرة الكاملة على بلاده، في ضوء المشكلة الكبرى المتمثلة في تهريب المخدرات والأسلحة إلى الأردن”.
وأضاف: “أعتقد أن بشار لا يريد أن يحدث ذلك، فهو لا يريد أي صراع مع الأردن”، مؤكداً عدم معرفته بـ”مقدار القوة التي يتمتع بها الأسد”.
واعتبر أن هناك أطرافاً وأشخاصاً داخل النظام في سورية يعملون على تهريب المخدرات إلى الأردن، وإيران تستفيد من ذلك.
وقال “إننا نقاتل كل يوم على حدودنا لمنع دخول كميات هائلة من المخدرات إلى بلادنا”.
مردفاً “هذه قضية رئيسية تستغلها جميع الأطراف، بما في ذلك بعض الأشخاص داخل النظام والإيرانيين ووكلائهم”.
وتعتبر قضية تهريب المخدرات من أكثر القضايا التي تقلق الأردن والدول الخليجية وخاصة السعودية.
وكانت تحقيقات سابقة كشفت عن مسؤولية بشار الأسد وشقيقه ماهر شخصياً على تهريب المخدرات، التي أصبحت الممول الرئيسي للدولة.
وكشف تحقيق للمجلة الألمانية “دير شبيغل“، العام الماضي، عن تورط وحدات عسكرية ومقربين من رأس النظام، بشار الأسد، بتصنيع وتهريب المخدرات إلى دول عدة.
وقالت المجلة، إن “القيمة الإجمالية لشحنات المخدرات بلغت 5.7 مليارات دولار على الأقل عام 2021، أي ما يفوق الصادرات السورية القانونية بأضعاف كثيرة”.
في حين قدرت الخارجية البريطانية، أن 80% من إنتاج الكبتاغون عالمياً يأتي من نظام الأسد، ويشرف ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام بشار، شخصياً على التجارة.
وتستمر شحنات المخدرات بالوصول إلى الأردن والسعودية بشكل شبه يومي، على الرغم من اتفاق الدول العربية مع النظام على تحديد مصادر إنتاج المخدرات وإيقاف تهريبها عبر الحدود السورية.
لكن تهريب “الكبتاغون” لم يتوقف، وهي محاولة من النظام كما يبدو، لـ”ابتزاز” دول الخليج وإبقائه الورقة للمساومة عليها في أي مفاوضات تحصل مستقبلاً.
وكان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قال إن عملية تهريب المخدرات هي “عملية منظمة، والمهربون يمتلكون قدرات كبيرة”.
وأضاف، في مقابلة مع قناة “المملكة” الأردنية، الثلاثاء الماضي، أن هناك مجموعات مرتبطة بجهات إقليمية وجهات أخرى مسؤولة عن تهريب المخدرات عبر الحدود.
مخاوف أردنية في السويداء
وعلق الملك الأردني على الاحتجاجات التي تشهدها محافظة السويداء في الجنوب السوري.
وحذر من أن الاحتجاجات المستمرة في جنوب سورية بسبب الوضع الاقتصادي السيء قد “يؤدي إلى تدفق جديد للاجئين إلى الأردن وحتى لبنان”.
وقال “لقد عدنا إلى بداية الربيع العربي حيث كان الناس يتظاهرون لأنهم كانوا يعانون”.
وأضاف “لا يمكنهم توفير الطعام، ونحن والشعب اللبناني قد نواجه موجة أخرى من اللاجئين”.
وحسب الملك فإن الأردن لا يستطيع استيعاب أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري موجودين بالفعل في البلاد.
وأكد أن الأردن “لا يمكنه أن يتحمل الأمر بعد الآن، نحن مثقلون”، مشيراً إلى أن الدعم الدولي انخفض بشكل كبير.
وتشهد محافظة السويداء مظاهرات منذ أكثر من شهر، إذ يطالب المتظاهرون بإسقاط نظام الأسد، وتطبيق قرار الأمم المتحدة 2254 للحل السياسي في سورية.
وتصاعدت مطالب أهالي السويداء، خلال الأيام الماضية، بفتح معبر حدودي مع الأردن.
وقال رئيس مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، حمود الحناوي، إن “مطلبنا فتح معبر مع الأردن هو مطلب حق ولا يعني الانفصال”.
وأضاف في مقابله مع شبكة “الراصد” قبل أيام، أن “على الحكومة الأردنية أن تجربنا فاذا كنا أمناء على المعبر فليكن وإذا لم يكن فإغلاقه سهل”.