قال مصدر بارز في “حماس” إن النظام السوري اشترط نقطتين رئيسيتين قبل أن يعيد العلاقات مع الحركة الفلسطينية، فيما تحدث عن زيارة مرتقبة قد تشهدها دمشق، في الأيام المقبلة.
وأضاف المصدر لموقع “ميدل إيست آي“، اليوم الاثنين أن “إيران وحزب الله بذلوا جهوداً مضنية لاستعادة العلاقات بين حماس وسورية، على مدى الأشهر والسنوات الماضية”.
وأوضح أن “هناك نقطتين شائكتين رئيسيتين لسورية قبل أن تعيد الاتصال بحماس، الأولى أن النظام أراد اعتذاراً عن موقف الجماعة الفلسطينية من الحرب في سوريا”.
أما النقطة الثانية فهي أن “النظام لن يسمح لبعض الشخصيات بدخول البلاد مرة أخرى، أبرزها القائد البارز خالد مشعل”.
وبينما رفضت “حماس” بشكل قاطع الاعتذار، وفق المصدر، تم الاتفاق على إصدار بيان يؤكد “دعم القيادة السورية، وهذا ما عبر عنه البيان الأخير”.
وتوقع المصدر الذي لم يسمه الموقع البريطاني أن يزور وفد من “حماس” سورية، خلال الأيام المقبلة، برئاسة موسى أبو مرزوق أو خليل الحية، وليس رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية في هذه المرحلة.
وبعد أن ظلت “حماس” محايدة في بادية الثورة السورية، أعربت في النهاية عن دعمها للمعارضة السورية في عام 2012، وقطعت الروابط مع نظام الأسد، على الرغم من حصولها على دعم منه في الماضي.
وقد تبع خطوة قطع العلاقات نقل “حماس” لقيادتها من دمشق إلى الدوحة.
لكن في الأسبوع الماضي، أعلنت الحركة أنها ستعيد العلاقات مع نظام الأسد، ونددت في بيان رسمي بالقصف الإسرائيلي المتكرر على مناطق مختلفة في سورية، وقالت إنها تقدر “سورية قيادة وشعباً لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”.
“تؤكد حماس أنها تمضي قدما في قرارها إعادة العلاقات مع الجمهورية العربية السورية بما يخدم مصلحة الأمة العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتصاعدة بشأن القضية الفلسطينية”.
وأضاف البيان: “نتطلع إلى اليوم الذي تستعيد فيه سورية موقعها الريادي في الأمة العربية والإسلامية، وتدعم حماس كل الجهود المخلصة الهادفة إلى تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في سورية”.
ووفق مصدر ثانٍ من الحركة نقل عنه “ميدل إيست آي” فإن قرار إعادة العلاقات مع النمظام السوري “وافق عليه جميع أعضاء المكتب السياسي العام، باستثناء عضو واحد”.
وأوضح: “كان هناك نقاش مستمر بين مؤسسات حماس الداخلية حول القرار، واتخذ المكتب السياسي العام قراره بالدخول في مفاوضات لإعادة العلاقات مع سورية”.
واستغرق التحرك لإعادة بناء العلاقات بين النظام السوري و”حماس” عدة سنوات.
وكان نائب رئيس الحركة في قطاع غزة، خليل الحية قد قال لصحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من “حزب الله”، في يونيو الماضي إنه تم اتخاذ قرار بـ “إعادة العلاقة مع دمشق” بعد “نقاش داخلي وخارجي” شارك فيه القادة، كوادر ومؤثرين “وحتى معتقلين داخل السجون الإسرائيلية”.
وأضاف الحية أنه “تمت مناقشة الظروف والتوقيت والشكل” و “تم وضع خطة سيتم تنفيذها بمساعدة الحلفاء”، مشيراً: “هناك توجه نحو البيئة الأوسع التي تشمل أصحاب المصلحة والمفكرين. والعلماء ، ثم الأطر الشعبية الأوسع”.
ولفت الحية أيضاً أنهم أثاروا القضية مع تركيا وقطر، وهما من الرعاة الرئيسيين لحركة “حماس”، ولم يعارض أي منهما الخطوة.