علّق نظام الأسد على التقرير الدولي الأول الذي يتهمه باستخدام الكيماوي، خلال هجمات اللطامنة عام 2017، بقوله إن التقرير “مزيف ومفبرك”.
وأصدرت وزارة الخارجية والمغتربين في حكومة الأسد بياناً، اليوم الخميس، نقلته وكالة أنباء النظام “سانا”، جاء فيه أن “تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول استخدام مواد سامة في بلدة اللطامنة عام 2017، مُضلل وتضمن استنتاجات مزيفة ومفبركة، الهدف منها تزوير الحقائق واتهام الحكومة السورية”.
وأضاف أن “سورية ترفض ما جاء فيه (التقرير) شكلاً ومضموناً، وبالوقت ذاته تنفي نفياً قاطعاً قيامها باستخدام الغازات السامة في بلدة اللطامنة، أو في أي مدينة أو قرية سورية أخرى”.
يأتي رد النظام عقب يوم على صدور التقرير الأول للجنة التحقيق الأممية، المعنية بالتحقق من هجمات كيماوية في سورية وتحديد المسؤول عنها، ضمن إطار منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية”.
ووجهت المنظمة في تقريرها اتهاماً مباشراً لنظام الأسد بالمسؤولية عن ثلاث هجمات كيماوية استهدفت اللطامنة، عام 2017، وسط توقعات بصدور تقارير أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويعتبر هذا التقرير أول اتهام دولي رسمي لنظام الأسد بتنفيذ هجمات كيماوية ضد المدنيين في مناطق المعارضة السورية، في وقت يستمر فيه النظام بإنكار استخدام الكيماوي منذ تدمير خرسانته عام 2013.
وبحسب بيان خارجية النظام، فإن تقرير منظمة “حظر الكيماوي”، “اعتمد على مصادر أعدها وفبركها إرهابيو جبهة النصرة وما تسمى جماعة “الخوذ البيضاء” الإرهابية، تنفيذاً لتعليمات مشغليهم في الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وبعض الدول الغربية المعروفة”.
أول اتهام دولي للأسد بـ”الكيماوي”: رفض روسي وتأييد أمريكي وأوروبي
يُشار إلى أن تقرير المنظمة أثار ردود فعل دولية، حيث أيدته الولايات المتحدة، ورفضته روسيا، فيما دعت الأمم المتحدة لمحاسبة المتطورين، وكذلك دعت ألمانيا إلى الضغط من أجل المساءلة في مجلس الأمن الدولي.
كيماوي سورية بالأرقام
تشير أرقام منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية إلى وجود ما يقارب 390 ادعاء باستخدام أسلحة كيماوية محرمة دولياً في سورية، في الفترة بين عامي 2014 و2018.
إلا أن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، قالت في تقرير صادر نهاية عام 2019، إنها وثقت ما لا يقل عن 217 هجوماً كيميائياً نفذه النظام السوري منذ أول استخدام موثق للأسلحة الكيميائية في سوريا في 23 ديسمبر/ كانون الأول 2012 حتى أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
وبحسب تقرير الشبكة، فقد تسببت الهجمات جميعها في مقتل ما لا يقل عن 1472 شخصاً، منهم 1397 مدنياً، بينهم 185 طفلاً، و252 سيدة، إضافة إلى 68 من مقاتلي المعارضة المسلحة، و7 أسرى من قوات النظام السوري كانوا في أحد سجون المعارضة.
ويتهم الغرب نظام الأسد بالمسؤولية عن معظم الهجمات الكيماوية في سورية، إلا أن النظام ينكر ذلك بقوله إنه سلّم مخزونه الكيماوي بالكامل بعد انضمامه إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية عام 2013.