الهجرة من مناطق النظام..طرق ووجهات متعددة لبلوغ “الخارج”
نحو إدلب والحسكة..تركيا أو العراق..مصر أو بيلاروسيا..قبرص أو ليبيا
أكثر من أي وقت مضى، تنشط حركة الهجرة بشكل كبيرمن مناطق سيطرة النظام، نحو وجهات متعددة وبُطرق وأساليب متنوعة، ولأسبابٍ على رأسها تدهور الوضع الإقتصادي والخدمي. ومع انعدام آمال الكثيرين بحدوث تحسنٍ في المىى المنظور، فإن هدفهم الأكبر بات الوصول إلى “خارج مناطق النظام وحدود البلاد”.
نحو إدلب والحسكة
ووصلت أعدادٌ كبيرة من الشباب، إلى إدلب مؤخراً، قادمين من دمشق ومدن الساحل السوري ومناطق أخرى، حيث أن وجهة هؤلاء تكون بالغالب، قطع الحدود السورية نحو تركيا.
ووفق مصادر متقاطعة أبلغت “السورية.نت”، في دمشق واللاذقية وإدلب، فإن الواصلين لشمال غرب سورية، يأتون من مناطق سيطرة النظام، عبر رحلاتٍ باتت شبه يومية، تبلغ تكلفتها وسطياً نحو 800 دولار أمريكي.
وقال أحد الشبان الذين وصلوا مدينة الباب بريف حلب الشرقي مؤخراً، إنه غادر مدينة اللاذقية في حافلة تقل شباناً آخرين، حيث سارت بهم نحو حماه ثم طريق إثريا ومنه نحو ريف حلب، وصولاً لمدينة تادف، والتي يتم نقلهم منها بطرقٍ تهريبٍ نحو مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية.
ويشير إبراهيم (18) عاماً، وهو أحد الواصلين حديثاً إلى ريف حلب، خلال حديثه لـ”السورية.نت”، إلى أن بعض “رحلات التهريب”، يتم نقلها “عبر مدينة حلب نحو عفرين بخط عسكري تتولى حمايته ميليشيات من مختلف الأطراف تتعاون في عمليات التهريب”، مضيفاً أن رحلته التي خرج بها كانت “تضم أكثر من 250 شخص(..)قطعنا كل الطريق نهاراً دون أن يعترضنا أحد”.
في السياق ذاته قال الناشط الإعلامي في دير الزور، صياح أبو الوليد، لـ”السورية.نت”، إن”أعداد الأشخاص الواصلين لدير الزور من محافظات عدة تحت سيطرة النظام تزايدت مؤخراً”، مشيراً إلى أن هؤلاء “يتخذون من ديرالزور محطة للعبور نحو مناطق قسد والاستقرار فيها أو الانطلاق منها إلى عدة وجهات(..) يقطعون الحدود عبر طرق التهريب إما للعراق، أو يتابعون طريقهم نحو أرياف حلب الشمالية ثم إلى تركيا”.
وأضاف ذات المتحدث، أن “الفترة الأخيرة تشهد موجات نزوح كبيرة من سكان دير الزور أنفسهم نحو مناطق قسد من خلال معابر التهريب، أهمها العشارة وذيبان”، موضحاً أن البعض أيضاً يقصد مدينة معدان بالريف الشرقي، ويتجهون إلى ديرالزور للعبور نحو مناطق “قسد”.
من جهته لفت الناشط في الرقة صهيب اليعربي، إلى وصول عشرات الشبان خلال الأسابيع الأخيرة من مناطق سيطرة “قسد” إلى منطقة “نبع السلام” الممتدة من رأس العين إلى تل أبيض، بهدف الوصول إلى تركيا.
وقال اليعربي لـ”السورية.نت”، إن هؤلاء الشبان يأتون من محافظات دمشق ودرعا وحمص وغيرها من المناطق.
بحراً إلى قبرص
على صعيد متصل لا تزال الرحلات البحرية التي تخرج من سواحل طرطوس نحو قبرص، سبيلاً للعديد من الشبان الساعين للسفر من مناطق النظام، رغم التشديد الأمني من قبل حرس الحدود القبرصي وإعادة بعض الواصلين.
وقال الناشط الإعلامي في مدينة جبلة أبو يوسف جبلاوي، لـ”السورية.نت”، إن “أجهزة النظام الأمنية تتغاضى بشكل لافت عن هذه الرحلات التي تخرج من مكان معروف بين ساحل بانياس وطرطوس”، موضحاً أن “هذه الرحلات ارتفع ثمنها من 800 دولار إلى 1300 دولار مؤخراً بعد زيادة الطلب عليها”.
رحلات التهريب من طرطوس إلى قبرص..ما تفاصيلها وهل يتغاضى النظام؟
ووفق ذات المتحدث “تخرج هذه الرحلات بمعدل وسطي يبلغ 3 رحلات أسبوعياً ويشرف عليها أشخاص على ارتباط بالأمن العسكري ومليشيات معروفة في الساحل تقدم الحماية لها”.
ويؤكد أن “معظم هذه الرحلات تتم عبر قوارب خشبية، و تصل إلى وجهتها بالفعل نظراً لقرب المسافة”.
وكانت قبرص أعلنت في 22 مايو/أيار الماضي ” حالة طوارئ فيما يتعلق بالهجرة، ولم نعد تملك الإمكانات لاستقبال مزيد من المهاجرين”.
مصر..خيار كثيرين
على صعيد متصل، تزايد طلب كثير من السوريين، على تأمين تأشيرات زيارة، خاصة إلى مصر وإقليم كردستان العراق، إذ تعمل مكاتب سياحية في دمشق على تأمينها.
وتتفاوت أسعار تأمين هذه التأشيرات، حسب مصدر في دمشق قال لـ”السورية.نت”، إنها تبدأ بما يعادل 700 دولار أمريكي للشخص الواحد، وترتفع وفق زيادة الطلب، كما أن سعر التأشيرة للشباب أعلى من السيدات.
وأشار ذات المصدر إلى أن “الطلب ازداد مؤخراً للسفر على مصر بشكل كبير، خاصة بين فئة التجار والشبان، مشيرة أن مصر وجهة مفضلة حالياً بسبب التكلفة المقبولة للإقامة وتكاليف الحياة الارخص من إقليم كردستان العراق.
وكان عضو غرف الصناعة في سورية مجد ششمان، قد قال الشهر الماضي في تصريح لإذاعة محلية تبث من دمشق، إن نحو 47 ألف صناعي وتاجر غادروا دمشق وحلب لخارج سورية خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي، نتيجة تردي الأوضاع والخدمات وضعف البنى التحتية وعدم استطاعتهم تسيير أعمالهم.
وأضاف أن “رؤوس الأموال وأصحاب المشاريع في حلب فقدوا الأمل من انتظار تحسن الأوضاع، لذا بدأ بعضهم يفكر بالمغادرة لا سيما مع توافر فرص استثمارية جيدة في أماكن أخرى كمصر وأربيل”.
بيلاروسيا كمحطة أوروبية
من جانب آخر انتشرت مؤخراً إعلانات لبيع تأشيرات زيارة إلى دولة بيلاروسيا، كوجهة أولية لمحاولة الوصول تهريباً إلى الدول الأوربية، وتبلغ تكلفة هذه الفيزا حوالي 1300 دولار أميركي وتصل في بعض المكاتب إلى 2000 دولار، وتلقى رواجا أيضا بين فئة الشبان في مناطق النظام.
كما تعتبر ليبيا وتونس وجهات أخرى للعديد من السوريين، كمحطة للوصول إلى أوروبا عبرالبحر.
وفي هذا الصدد قال الناشط الإعلامي في درعا أبو محمد الحوراني لـ “السورية نت”، إن “مئات الشبان من درعا هاجروا خلال الشهريين الماضيين إلى ليبيا من خلال رحلة تهريب طويلة تمر بلبنان ومن ثم ليبيا”.
وأضاف أن “الهجرة خارج سورية، باتت أكثر من أي وقت مضى، مطلباً لمعظم شبان درعا بسبب الوضع الاقتصادي والأمني والخدمي في المحافظة، لافتاً إلى أن العائلات أيضاً باتت تطرق أبواب الهجرة وتبيع أملاكها في سبيل الخروج لاسيما بعد التطورات الأخيرة في المحافظة والتضييق المتزايد من قبل قوات النظام”.