“الوقت ينفذ”.. لماذا على بريطانيا ألا تترك شمال غرب سورية لمصيره؟
حذرت صحيفة “تلغراف” البريطانية من رفع الحماية عن مناطق شمال غربي سورية، بعد موجة التطبيع العربي مع نظام الأسد، وقبول عودته للجامعة العربية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، أمس الاثنين، إن الحماية التي يتمتع بها شمال غرب سورية بدأت تتلاشى بسرعة عندما رحبت الإمارات بالأسد في أبو ظبي، في مارس/ آذار الماضي.
وأضافت أن الوتيرة ازدادت حينما أبدت السعودية وتونس والأردن استعدادها لاستئناف العلاقات مع الأسد، ثم اتخذت قراراً بعودته للجامعة العربية.
ورغم معارضة الولايات المتحدة وبريطانيا لحركات التطبيع تلك، تساءلت الصحيفة عن سبب عدم استخدام قانون قيصر الأمريكي، وأنظمة عقوبات المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، لردع أولئك الذين يمدون يد الصداقة لـ “مجرم حرب”.
وبحسب الصحيفة، فإن الانتخابات التركية قد ترخي بظلالهاعلى تلك المنطقة أيضاً، بسبب وعود كلا المرشحين بإعادة السوريين إلى بلدهم، وتغيير التواجد الأمني في سورية.
“الوقت ينفذ”.. علينا ألا نخذلهم
تحدثت “تلغراف” عن تخفيض المملكة المتحدة ميزانيتها المخصصة لشمال غربي سورية، في وقت تزايدت فيه الاحتياجات الإنسانية هناك.
وأشارت إلى أن المنظمات الإنسانية العاملة هناك تضطر إلى فعل الكثير، ضمن إمكانيات محدودة وبموارد قليلة جداً.
وأضافت: “يتمتع العاملون المحليون في مجال الرعاية الصحية والإنسانية بموقع فريد، يسمح لهم أن يشهدوا على جرائم ضد الإنسانية، وقد فعلوا ذلك في مراحل حرجة من الصراع السوري، بما في ذلك الهجوم بالأسلحة الكيماوية على الغوطة الشرقية في عام 2013 وحصار شرق حلب في عام 2016”.
ونوهت الصحيفة إلى أن دعم المجتمعات المنفتحة والدفاع عن حقوق الإنسان، هي أهداف معلن عنها في كثير من الأحيان لسياسة بريطانيا الخارجية والإنمائية والدفاعية، على أساس أنها تخلق بيئة عالمية أكثر أماناً، حسب تعبيرها.
وحثت الصحيفة، في تقريرها الذي أعدّه الصحفي إيلي نوت، على أهمية الدعم البريطاني للمجتمع المحلي في شمال غربي سورية، بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة.
وقالت: “الآن هو الوقت المناسب للمملكة المتحدة لتجميع تحالف من الدول والمنظمات، لضمان عدم التخلي عن شمال غرب سورية وتركه لمصيره”.
وأضافت:”لقد تحمّل أولئك الذين يعيشون هناك ما يكفي، ورغم كل ما واجهوه، فقد أنشأوا شبكات ومؤسسات تخدم الناس”.
وحول التسوية السياسية، قالت المنظمة إنه يجب تقديم ضمانات أمنية لشمال غربي سورية في أي عملية سياسية،.
كما حثت على عدم إجبار اللاجئين السوريين على العودة، والحفاظ على وصول المساعدات الإنسانية غير المشروطة إلى تركيا، بغض النظر عن أي تقارب سوري تركي.
وختمت بقولها: “يجب ألا نخذلهم”.