انهارت الخيام..عائلات جديدة تفقد مأواها شمال سورية(صور)
ضربت عاصفة ثلجية، فجر اليوم الأحد، أجزاءً من أرياف محافظة إدلب الشمالية والشمالية الغربية، تخللها هطول أمطار ونزولٌ للضباب الكثيف، مع تشكل الجليد في بعض الطرقات الحيوية.
وقال مراسل “السورية.نت” في إدلب، إنّ تراكم الثلوج أدى إلى إغلاق عدد من الطرقات في منطقة حارم شمالي غربي سورية.
وغطت الثلوج مخيمات واسعة في مناطق “كفرلوسين وريف دركوش وجسر الشغور وخربة الجوز” بريف إدلب الشمالي والشمالي الغربي، مخلفةً من جديد أزمة إنسانية لقاطني الخيام.
ومع بدء العاصفة الثلجية، أطلقت مخيماتٌ النازحين في إدلب وغربي حلب، نداءات استغاثة لتقدم استجابة طارئة لهم.
المعاناة تزداد
تفاقم العاصفة الثلجية أزمة المهجرين في منطقة شمال غربي سورية، وسط الحاجة إلى مضاعفة الجهود الإنسانية.
تقول أم سند، القاطنة في مخيم الفاروق في بلدة كفرلوسين بريف إدلب، إنّ “العاصفة الثلجية تزيد من معاناتنا اليومية وحاجتنا للدعم والمساعدة بالمواد الغذائية ومواد التدفئة خصوصاً”.
أم سند المهجرة من قرية سكيك بريف خان شيخون، تقول إنّها استقرت بجانب موقع أثري في كفرلوسين “على اعتبار الإقامة هنا لا تكُلف ما لا طاقة لنا به من مال، بعد أن اضطررنا أن تترك موقعاً مأجوراً في منطقة أخرى”.
“لا خطط مدروسة”
وعلّق فريق “منسقو الاستجابة” على العاصفة الثلجية، مؤكداً أنّ عدداً من العائلات أصبحت بلا مأوى مع الانخفاض الكبير في درجات الحرارة، نتيجة انهيار خيمها وعدم القدرة على إصلاحها.
ولفت إلى أن “غياب خطط فعلية ومدروسة لاحتياجات المنطقة أدّت بالمخيمات إلى وضعها الحالي”.
وختم بيانه: “لا يمكن تحقيق أي نوع من الاستقرار للنازحين ضمن المخيمات، حتى إيجاد حل نهائي لتلك المخيمات ونقل المدنيين منها إلى أماكن آمنة والتوقف عن استثمار قضية النازحين من مختلف الجهات”.
الدفاع المدني يحذّر
وقالت “فرق الدفاع المدني السوري”، إنها استجابت منذ صباح اليوم إلى خمسة حوادث سير في منطقة شمال غربي سورية، بسبب الثلوج وتشكل طبقات الجليد على الطرقات.
وحذّرت الفرق السائقين من السير بسرعة عالية في المناطق التي تشهد تساقطاً للثلوج وتشكلاً للجليد، إضافة إلى التأكد من الجاهزية الفنية للمركبة وفاعلية المكابح وماسحات الزجاج ومزيلات الضباب والأنوار الأمامية والخلفية.
كما لفتت إلى “ضرورة تخفيف السرعة بشكل تدريجي على المنعطفات والمنحدرات، والحفاظ على مسافة أمان حقيقية مع المركبات الأخرى، وتجنب السلوكيات الخاطئة التي تشتت التركيز أثناء القيادة”.
ومنذ أيام تضرب عاصفة ثلجية مخيمات ريف حلب الشمالي الغربي في منطقة عفرين وراجو واعزاز، حيث تتأثر عموم مناطق شمال غربي سورية، بمنخفضٍ جوي شديد البرودة.
وقبل أربعة أيام، ضربت عاصفة ثلجية مناطق في شمال غربي سورية، إذ تراوحت سماكة الثلوج في ريف عفرين بين 30 و50 سم، وحاصرت مخيمات عشوائية في مناطق شران وبلبل وراجو في ريف عفرين، ومخيمات يازيباغ وشمارين وعرب غويران قرب اعزاز، في ريف حلب الشمالي.
ولم تقتصر أضرار العاصفة على المخيمات، بل امتدت إلى المدن والبلدات، وأدت لانهيار واجهات محلات تجارية وأعمدة كهرباء وسقوط أشجار في راجو وشران وبلبل وبلدات أخرى، حسب تقرير لـ”الدفاع المدني السوري”.
وتقول منظمات إغاثية في شمال غربي سورية، إنها تبذل جهوداً في تقييم الأضرار، وتقديم ما توفر من مساعدات لمكنوبين جراء المنخفضات الجوية التي تضرب المنطقة، لكن الاحتياجات أكبر من إمكانياتها على استجابة شاملة.
وفي تقرير لمنظمة “كير” الإنسانية، فإن مئات الآلاف من اللاجئين تعرضوا لخطر كبير جراء عواصف ضربت سورية والدول المجاورة، وأدت إلى تفاقم الوضع المعيشي للنازحين السوريين.
وقالت مديرة منظمة “كير” في سورية، جوليان فيلدويك، إن “العاصفة أزمة أخرى للأشخاص الذين لم يعد بإمكانهم تحمل أي صدمة جديدة، إذ تخشى العائلات أن يتجمدوا من الموت”.
وأعربت المنظمة عن قلقها على وضع النازحين في الشمال السوري خاصة النساء والأطفال، وخلال فصل الشتاء “عادة تكون الأمهات آخر من يأكل والأطفال أول من يتجمد”، حسب تعبير مديرة “كير” في تركيا شيرين ابراهيم.
وبلغ عدد المخيمات المتضررة، نتيجة الهطولات المطرية في العاصفة التي ضربت المنطقة قبل أيام، 47 مخيماً منتشرة في مناطق شمال غرب سورية.
وأصدر فريق “منسقو الاستجابة” في الشمال السوري إحصائية خسائر العاصفة، إذ أكد أن الأضرار تركزت في مناطق ريف حلب الشمالي ومناطق المخيمات على الحدود السورية التركية.
وأشار إلى أن “عدد الخيم المتضررة بشكل كلي بلغ 69 خيمة موثقة، وعدد الخيم المتضررة بشكل جزئي بلغ 291 خيمة موثقة”.