“بأيادي أطباء سوريين وأتراك”.. عمليات جراحية مشتركة في مشافي ريف حلب
تشهد مشافي ريف حلب الشمالي عمليات جراحية مشتركة يجريها أطباء سوريين وأتراك، في تجربة حديثة من شأنها أن تخفف عملية تحويل المرضى إلى المشافي التركية من جهة، وكخطوة لتبادل الخبرات أيضاً.
ويوم أمس الجمعة دخل وفد من الأطباء الأتراك والسوريين إلى مشافي اعزاز والباب والراعي في ريف حلب الشمالي، لإجراء 57 عملية جراحية كان من المفترض أن يتم إجرائها في المشافي التركية.
وتقول مصادر طبية من ريف حلب في حديث لـ”السورية.نت” إن العمليات الجراحية الـ57 من المقرر أن يتم الانتهاء منها مع حلول مساء اليوم السبت.
وتضيف: “العمليات تخص مختلف الاختصاصات من قبيل الجراحة العامة، المسالك البولية، المخ والأعصاب، والنسائية، والعظام، والأطفال، والأذن والأنف والحنجرة، والعين، والفك، والتجميل”.
من جانبه يوضح الطبيب ياسين العلوش أخصائي طب الطوارئ ونائب مدير مشفى “اعزاز الوطني” أن تجربة إجراء العمليات الجراحية المشتركة بين الأطباء السوريين والأتراك كان أولى خطواتها في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي.
وفي تلك الفترة أجرى الأطباء من الطرفين عمليات جراحية لـ 40 مريضاً بينهم 21 طفلاً في مستشفى الراعي.
وجاء ذلك ضمن إطار برنامج “سوريا الحرة أيام الجراحة الأولى”، الذي نظمته وزارة الصحة التركية.
ويقول الطبيب ياسين العلوش في تصريحات لموقع “السورية.نت”: “ملتقى الأطباء السوريين والأتراك يهدف إلى إجراء عمليات نوعية وصعبة في مشافي ريف حلب الشمالي، إلى جانب تبادل الخبرات بينهما”.
ويضيف الطبيب أن التجربة التي تم تطبيقها في كانون الأول/ديسمبر الماضي “حققت نجاحاً كبيراً، وتمت إعادتها بالتنسيق مع الأطباء الأتراك يوم أمس الجمعة”.
“في مختلف المشافي”
وخلال السنوات الماضية، وبالأخص منذ مطلع عام 2018 شهدت مناطق ريف حلب، والخاضعة لسيطرة فصائل “الجيش الوطني السوري” طفرة في القطاع الطبي، حيث تم إنشاء ثلاث مشافي رئيسية في المنطقة، بالباب والراعي ومارع، إلى جانب تأهيل مشفى الحكمة، الذي تضرر بفعل العمليات العسكرية.
وعلى الرغم من تلك الطفرة، إلا أن عملية تحويل الحالات المستعصية لم تتوقف إلى داخل الأراضي التركية، وخاصة تلك المتعلقة بمرضى السرطان وأمراض القلب.
وكان لتفشي فيروس “كورونا” أثراً سلبياً على أصحاب تلك الحالات وآلية إدخالهم لتلقي العلاج في المشافي التركية، وهو الأمر الذي دفع ملتقى الأطباء السوريين والأتراك للتفكير بالحلول البديلة، والتي قد تفي بجزء من الغرض الكامل.
ويشير الطبيب ياسين العلوش إلى أن الهدف من وراء العمليات المشتركة بين الأطباء السوريين والأتراك في مشافي ريف حلب هو تخفيف الضغط على المواطنين.
ويضيف: “في الأيام المقبلة نسعى لإجراء العمليات الجراحية بشكل دوري. كل شهر مثلاً من أجل تخفيف الإحالات إلى تركيا”.
“عقود في الجانبين”
في غضون ذلك تعاني المشافي في ريف حلب الشمالي من نقص الكادر الطبي، سواء من قبل أطباء أخصائيين أو مسعفين وممرضين، وهو ما يؤكد عليه المسؤولين الطبيين في المنطقة.
وينشط معظم الأطباء العاملين في مشافي ريف حلب في الداخل التركي أيضاً، من خلال عقود تنسّق عملهم على طرفي الحدود.
ويوضح نائب مدير مشفى “اعزاز الوطني”، الطبيب ياسين العلوش: “لدينا أطباء يعملون داخل تركيا وبنفس الوقت يعملون في سورية”.
ويشير الطبيب السوري إلى أن غالبية الأطباء السوريين يتخذون من تركيا مكاناً لإقامتهم الدائمة، ويتابع: “يدخلون إلى ريف حلب الشمالي بشكل دوري لمعاينة المرضى أو تنفيذ العمليات الجراحية”.