“بروبوغندا” ونفس أمني وراء مركز استقبال أهالي معرة النعمان
بعد مضي أكثر من عامين ونصف على سيطرة قوات الأسد على مدينة معرة النعمان افتتحت “محافظة إدلب” التابعة للنظام السوري، اليوم السبت، مركزاً لاستقبال عدد من عائلات المدينة.
ورغم دمار أحياء واسعة من المعرة وغياب الخدمات، تحدّثت وسائل إعلام رسمية تابعة للنظام، عن “بدء توافد عائلات من مدينة معرة النعمان إلى مركز الاستقبال”.
وقد اقتصرت العودة على عائلات تقيم لدى مناطق سيطرة النظام السوري فقط، مع توقف حركة العبور من مناطق الشمال السوري الخاضع للمعارضة.
“نشطاء يشككون”
ويشكك الناشط المنحدر من مدينة معرة النعمان، محمد كركص في حديثٍ لـ”السورية.نت”، من “جدية سماح النظام لعودة أهالي المدينة، التي باتت مركز عمليات عسكرية لقوات الفرقة 25 في قوات الأسد ـ أكثر من 25 مقراً ـ فضلاً عن كونها على خطّ التماس مع فصائل المعارضة”.
ويقول إن “عمليات التعفيش والسرقة ما زالت حاضرة في أحياء المدينة من قبل قوات الأسد والأجهزة الأمنية، وهو ما يؤكد على فكرة أنّ استعراض اليوم لعودة الأهالي مجرد بروبغندا إعلامية”.
وأضاف أن “عودة بعض العوائل، اقتصرت على عائلات مرتبطة بقوات النظام، كعائلات المجنّدين والضباط والموظّفين، ممن يقطنون سابقاً في مناطق سيطرته”، ملمّحاً لـ”كون عودة العائلات مؤقتة بغرض الدعاية فقط”.
وأوضح كركص أنّ “نشطاء المدينة رصدوا في وقتٍ سابق، اشتراط قوات الأسد على الشباب الذين تجاوزت أعمارهم الـ 25 سنة، مغادرتهم المدينة فوراً، عقب تفقّدهم لمنازلهم”.
ولم يسجّل نشطاء المدينة المحليين، حسب كركص، عودة أية عائلة من سكان المدينة المهجّرين إلى الشمال السوري.
“تحت طائلة المساءلة”
كشفت مصادر لـ”السورية.نت”، عن توظيف النظام خلال الأشهر القليلة الماضية لعدد من الشخصيات المقرّبة من الأجهزة الأمنية و”حزب البعث” المنحدرين من مدينة معرة النعمان، لدفع سكان المدينة للعودة.
وقالت المصادر إنّ “النظام أوكل مهّمة تسيير عودة الأهالي للمحامي عبد المنعم الكشتو وهو من مواليد المعرة وشقيق العميد محمد عمر الكشتو، والتاجر حسام علوش، وخلدون الغريب الملقب بـ”التيتي” وهو موظّف أمني”.
وأشارت المصادر إلى أنّ النظام يعطي أولوية العودة في الوقت الحالي للمستثمرين والتجّار، وتحديداً أصحاب المطاعم والاستراحات التي تقع على الأوتستراد الدولي في المدينة.
وتفرض الأجهزة الأمنية على العائدين إلى مدينة مبلغ 5 آلاف ليرة سوريّة، حسب المصدر، إلى جانب ورقة موقّعة من فرع الأمن السياسي في مدينة حماة.
وأكدت المصادر نقلاً عائلات من معرة النعمان تقطن في مناطق سيطرة النظام، أنّ “الأجهزة الأمنية أبلغت عائلات الموظّفين من المدينة بضرورة النزول إلى المدينة من أجل مركز الاستقبال، تحت طائلة المساءلة الأمنية والفصل للموظفين المختلفين عن العودة”.
“معابر مغلقة”
وعلى الرغم من بدء تجهيز “هيئة تحرير الشام”، لافتتاح معبر مع قوات الأسد، قرب سراقب، إلا أنّ المعبر لم يفتتح رسمياً.
وذكرت مصادر لـ”السورية.نت” في وقتٍ سابق، أنّ “معبر سراقب يقتصر نشاطه على الحركتين التجارية والإنسانية”.
وكان محافظ إدلب التابع للنظام، أعلن عن افتتاح ما يعرف بـ”مركز تسوية” في مدينة معرّة النعمان، في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وفي 5 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن النظام عن افتتاح أول مركز “تسوية” في مدينة خان شيخون جنوبي إدلب.