أعلن لبنان عن تشكيل وفد رسمي لتنظيم زيارة إلى العاصمة السورية دمشق، ولقاء مسؤولي النظام السوري، من أجل بحث ملف اللاجئين السوريين في لبنان وموجة اللجوء الجديدة.
وقال وزير المهجرين اللبناني، عصام شرف الدين، لوكالة “تاس” الروسية، إن الحكومة اللبنانية قررت إرسال وفد رسمي إلى دمشق لبحث الوضع على الحدود المشتركة.
وأضاف أن الوفد الذي سيغادر إلى دمشق خلال الأيام المقبلة سيترأسه القائم بأعمال وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، ويضم ممثلين عن قيادة الجيش والقوات الأمنية.
وأشار إلى أنه “من خلال المفاوضات مع الزملاء السوريين، سيتم وضع خطة عمل مشتركة لمنع الدخول غير القانوني للاجئين إلى الأراضي اللبنانية”.
وتحدث شرف الدين للوكالة عن قلق حكومي في لبنان إزاء التدفق المتزايد للسوريين إلى لبنان، عبر معابر “غير شرعية” بين البلدين.
واعتبر أن حكومة بلاده غير قادرة على حل هذه المشكلة دون التنسيق مع السلطات السورية.
موجة جديدة نحو لبنان
خلال الأسابيع الماضية، قالت الحكومة اللبنانية إن بلادها شهدت موجة “نزوح سوري” جديدة، واصفة الظاهرة بـ “الخطيرة”.
وتزامنت هذه الموجة مع تفاقم الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة النظام السوري، بعد قرار رفع أسعار المحروقات، وما تلاها من ارتفاع “جنوني” للأسعار في الأسواق، وتدني القدرات المعيشية لمعظم السكان.
وبحسب وزير المهجرين فإن أكثر من 8 آلاف سوري دخلوا إلى لبنان بطريقة “غير شرعية”، خلال شهر أغسطس/ آب الماضي وحده.
مضيفاً أن عددهم تجاوز 20 ألف شخص منذ بداية العام الحالي.
ونقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن شرف الدين قبل أيام أن “الإمكانيات لدى الجيش اللبناني لضبط الحدود ضعيفة”، لافتاً إلى أن عدد العناصر “غير كافٍ”.
ودعا شرف الدين النظام السوري إلى التعاون من أجل ضبط الحدود، ووقف تدفق السوريين عبرها.
وقال إن الأمر يتطلب إجراء زيارة رسمية إلى سورية، الأمر الذي “تتقاعس” الحكومة اللبنانية عنه، وفق تعبيره.
مشيراً إلى أنه “جاهز لأي قرار من الدولة اللبنانية لزيارة سورية”.
فشل سابق بتنظم الزيارة
يتحدث لبنان منذ قرابة العام عن نيته تنظيم زيارة رسمية إلى سورية ولقاء مسؤولي النظام، لبحث ملف اللاجئين السوريين، والذين تطالب السلطات اللبنانية بإعادتهم إلى بلدهم.
لكن التخوف من تأثير العقوبات الغربية المفروضة على النظام عرقل إمكانية تنظيم زيارة رسمية لدمشق.
إلا أن الحديث عن تلك الزيارة تفاقم عقب إعادة النظام السوري للجامعة العربية، وتطبيع دول عربية معه، الأمر الذي دفع مسؤولين لبنانيين لمطالبة حكومتهم بتنظيمها تماشياً مع الحراك العربي نحو دمشق.
وكان من المقرر أن تجري الزيارة في يوليو/ تموز الماضي، إلا أن وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، اعتذر عن ترؤس الوفد الذي سيزور دمشق.
وذكرت تقارير أن ذلك يعود لعدم رغبة بو حبيب بالسفر إلى سورية ولقاء مسؤولي النظام السوري.
لكن وزارة الخارجية اللبنانية أصدرت بياناً أوضحت فيه سبب الاعتذار.
وأرجعت الوزارة السبب إلى أن “جدول أعماله مكتظ خلال الشهرين المقبلين”.
وكان وزير المهجرين اللبناني أجرى زيارة لسورية، في تموز الماضي، لبحث مسألة عودة اللاجئين السوريين مع النظام السوري.
وقال الوزير عقب هذه الزيارة إن قرار العودة قد “اتخذ” سياسياً، بانتظار اللقاء الرسمي مع نظام الأسد.