بعد الاتفاق مع روسيا..تركيا تفتحُ “حرب تصريحات” نحو أوروبا
جددت تركيا حديثها عن “نفاق” الدول الغربية، في قضية التعامل مع اللاجئين، بعد ساعات من الاتفاق مع روسيا حول مصير مدينة إدلب وريفها.
وشهدت الساعات الماضية، اتصالات من قبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع زعماء غربيين، إلى جانب تصريحات سياسية بشأن قضية اللاجئين.
وتزامن ذلك مع توجه الإعلام التركي، إلى تسليط الضوء أكثر، على الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون على الحدود اليونانية.
البداية كانت مع وصف الرئيس التركي للغرب بأنه “منافق”، قائلاً في حديثه للصحفيين، أثناء عودته من موسكو، أمس، إن “الغرب مع الأسف منافق جداً، فقد وعدوا اليونان على الفور بتقديم 700 مليون يورو”.
وأضاف أردوغان أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وعدت بتقديم 25 مليون يورو لتركيا لدعم اللاجئين، لكن لم يتم تنفيذ ذلك بعد.
وحول إغلاق الحدود بوجه اللاجئين، أكد أردوغان أن “الأمر بات محسوماً، فقد فتحنا الأبواب حالياً، وسيذهب اللاجئون إلى حيث استطاعوا، ونحن لا نجبرهم على مغادرة بلادنا”.
ودعا أردوغان، خلال اتصال مع ميركل، الجمعة، إلى مراجعة الاتفاق المبرم بين تركيا والاتحاد الأوروبي الموقع في 2016، معتبراً أنه “لا يطبق”.
كما اعتبر، خلال اتصال مع رئيس وزراء رئاسة الاتحاد الأوروبي، كرواتيا أندريي بلينكوفيتش، أن “الاتحاد الأوروبي ملزم بتوفير الحماية اللازمة للاجئين، الذين وصلوا إلى حدودهم من خلال الامتثال لالتزاماتهم الدولية”.
بموازاة ذلك، أعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أن عدد طالبي اللجوء الذين عبروا إلى اليونان من ولاية أدرنة بلغ 142 ألف شخص، حتى ظهر الجمعة.
في المقابل، اتهم رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، تركيا، بمساعدة اللاجئين في التوجه إلى الحدود اليونانية سواء في البر أو البحر.
واعتبر ميتسوتاكيس، بحسب “روسيا اليوم”، أن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا “مات”، لأن “تركيا قررت خرق الاتفاقية بالكامل بسبب ما حدث في سورية”.
وكانت تركيا توصلت مع الاتحاد الأوروبي، إلى اتفاق في مارس/آذار 2016، ينص على إعادة اللاجئين الموجودين في اليونان إلى تركيا، إذا لم يحصلوا على حق اللجوء في أوروبا.
كما يشترط الاتفاق، على استقبال الاتحاد الأوروبي، للاجئين سوريين من تركيا بطريقة “شرعية”، إلى جانب تعهده بتقديم مساعدات مالية بقيمة 6 مليار يورو، على مراحل، لدعم الحكومة التركية في تقديم خدماتٍ للاجئين على أراضيها.
وأعلنت أنقرة، الأسبوع الماضي، أنها لم تمنع اللاجئين من الوصول إلى أوروبا، ليبدأ تدفق عشرات ألاف الراغبين بالهجرة، إلى الحدود اليونانية.
وتحاول تركيا الضغط على الاتحاد الأوروبي عبر فتح باب اللجوء أمام عشرات الآلاف، بهدف الحصول على دعم سياسي وعسكري ومادي لمساعدتها في قضية اللاجئين والمف السوري.
ويأتي توجيه بوصلة التصريحات التركية نحو الاتحاد الأوروبي، بعد توقيع اتفاق مع روسيا بشأن مصير إدلب، خلال لقاء أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، أمس.
ونص الاتفاق على وقف إطلاق النار وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي حلب- اللاذقية، وإقامة ممر آمن على عمق 6 كم شمال الطريق وجنوبه.
تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بإدلب..تعرف على بنوده(خريطة)