بعد قرار توزيع الخبز عبر”البطاقة الذكية”: شكاوى وازدحامٌ وطوابير
بعد جملة من القرارات التمهيدية، أقر نظام الأسد مؤخراً، بدء توزيع الخبز عبر البطاقة الذاتية، وبدء تطبيق التجربة من دمشق وريفها، تمهيداً لتعميمه على باقي المناطق، وذلك رغم الكثير من الاعتراضات على آلية استخدام هذه البطاقة، ما يعني حصول العائلات بعد الآن على كميات محدودة من الخبز المدعوم.
ومنعت سلطات النظام، بيع الخبز في الأفران، للحيلولة دون حصول تجمعات وازدحام، في ظل تفشي وباء “كورونا”، في العالم، وظهور إصابات في سورية، غير أن طوابير الانتظار لاستلام الخبز، انتقلت من الأفران للأحياء والأزقّة.
معركة من أجل الحصول على ربطة خبز في #دمشقأزمة الخبز في #سوريا#صحنايا
Posted by ناشيونال جوغرافيك سوريا on Thursday, April 2, 2020
وجاء إعلان النظام على هذه الخطوة عبر تصريح محافظ ريف دمشق، علاء إبراهيم، في 29 مارس/آذار الماضي، لإذاعة “شام اف أم” المقربة من النظام، إذ تحدث عن أن الخبز سيوزع عبر البطاقة الذكية، في مناطق ريف دمشق، ليصل إلى منازل المواطنين، مشيراً أن هذه التجربة “ستبدأ من المناطق الأكثر كثافة سكانية (جرمانا، دوما، التل، صحنايا، أشرفية صحنايا) والمدن الكبيرة”.
وبيّن المحافظ أن ” سكان البلدات الصغيرة سيوزع عليهم الخبز حالياً عبر دفتر العائلة، ريثما تطبق على البطاقة الذكية”، مشيراً إلى أن “مخصصات كل عائلة ستكون بمعدل، كل عائلة 3 أو4 أشخاص ربطة واحدة، 5 أو 6أشخاص ربطتين، 8 ومافوق 3 ربطات”.
وسبق هذا الاجراء، تحديد حكومة النظام، ساعات بيع الخبز في الأفران، ضمن أوقات محددة قبل أن يحصر توزيعه فقط عبر مُعتمدين، يستلمون الخبز من الأفران، ويجولون على الأحياء لتوزيعه على السكان.
لكن هذا الاجراء، أدى لتسبب ازدحام كبير على سيارات توزيع الخبز، حيث أظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، تدافع الناس وراء سيارات الخبز، ضمن الأحياء.
شاهد عيان #حلب || هذا هو حال الناس في حلب في ظل أزمة الخبز الخانقة.———————-2
Posted by شاهد عيان حلب on Thursday, March 26, 2020
زيادة المعاناة
قرارات النظام الأخيرة حول توزيع الخبز، أثرت بشكل سلبي على المادة الرئيسية لمعيشة السكان، حيث تحدث عبد الله، وهو موظف في مدينة جبلة لـ”السورية نت”، عن فوضى كبيرة في توزيع الخبز بعد قرار إغلاق الأفران، بسبب تأخر وصول معتمدي توزيع الخبز في الوصول للأحياء، وحالة الازدحام الكبيرة على السيارات.
وأضاف الموظف الأربعيني، أن هذه الآلية الجديدة لا تراعي ساعات عمل الموظفين والعمال، فغالباً ما تأتي السيارات بعد منتصف النهار، كما أن الأهالي ينتظرون أكثر من ساعتين للحصول على الخبز، ما يضطرهم لشرائها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، حتى لا يتأخروا عن دوامهم.
وقال ذات المتحدث، أن قرار منع بيع الخبز في الأفران، للحد من التجمعات بسبب تفشي “كورونا”، لم يُدرس بشكل جيد، متحدثاً عن أن “الخبز متوفر بالسوق السوداء بوفرة، لكن بات سعر الربطة يصل لـ 700 ليرة للربطة الواحدة” أي 14 ضعف عن سعرها الرسمي.
أبو الياس وهو رب أسرة مكونة من خمسة أولاد، شكى من جانبه كمية الخبز القليلة المخصصة للعائلات، مضيفاً:”حصلت على ربطة واحدة مؤلفة من 7 أرغفة، من المُعتمد، رغم أن عائلتي مؤلفة من 6 أشخاص. كيف يمكن أن تكفي؟ هل الحل أن ننتظر لساعات طويلة ثم نحصل على ربطة خبز لا تكاد تؤمن نصف حاجتنا يومياً”.
ورأى أبو الياس، من سكان دمشق، أن النظام أوصل الناس للمطالبة برفع سعر الخبز بشكل معقول، وتوفيره بشكل دائم في الأسواق بدل المعاناة الكبيرة للحصول على الربطة.
وحول إمكانية تعميم النظام تجربة توزيع الخبز عبر البطاقة الذكية، تسائل نفس المتحدث:”إذا كانت الحكومة حتى اليوم لم تستطع حل مشكلة توزيع جرة الغاز كل 23 يوم عبر البطاقة الذاتية وتأمينها، فكيف لها أن تنظم توزيع الخبز بشكل يومي؟”.
#شاهد_أزمة_الخبز_الخانقة في مناطق النظام السوري.فيديو آخر يظهر تدافع الناس وركضهم خلف سيارة بائع #الخبز
Posted by كوباني أون لاين on Saturday, March 28, 2020
أسعار مضاعفة
وفي محاولة للحد من ازدحام المواطنين على الخبز، سمحت حكومة النظام لجميع المستوردين من تجار وصناعيين استيراد القمح، بعدما كان الاستيراد محصوراً بها، و بمنشآت صناعة المعكرونة.
واعتبر بعض السكان، أن هذا القرار يعني اعطاء الضوء الأخضر للتجار، لانتاج الخبز السياحي وبيعه بأسعار كبيرة، بعيداً عن دعم حكومة النظام للمادة.
ووفق مصادر محلية في مناطق سيطرة النظام، فقد شهدت أسعار الخبز السياحي ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، نتيجة زيادة الاقبال عليه، ليتراوح سعر ربطة الخبز الواحدة بين 550 إلى 700 ليرة، بعد أن كانت سابقاً بين 250 و300 ليرة سورية.
وفي هذا السياق رأى خالد، وهو طالب جامعي في دمشق، أن حل البطاقة الذكية لتوزيع الخبز مع أزمة “كورونا”، أدى لـ”خنق الناس أكثر”.
وقال خالد في حديثه لـ”السورية.نت”:”أنا طالب جامعي ليس بإمكاني الحصول على الخبز من البطاقة الذكية، هل أدفع يومياً مبلغ 700 ليرة فقط من أجل ربطة خبز؟ هل هذا هو الحل؟“.
تأخر وصول الخبز
من جانب آخر، تحدث الناشط الإعلامي في محافظة درعا عمر المحيميد لـ”السورية نت” عن شكاوي كبيرة من السكان، في المناطق الريفية، التي لا توجد فيها الأفران، وتعتمد على المُعتمدين من الحكومة لتوزيع الخبز، عبر أكشاك تصل من الأفران إلى هذه المراكز.
من بريد الصفحة كل الشكر للأخ ابو دياب دور الخبز عند مراكز التوزيععملتو توزيع الخبز على المراكز والسوبر ماركات لتخفيف الضغط ومنع التجمعات البشريةولكن الذي حصل زيادة في العدد البشرياين اللجان والتنظيم اين المسافة الصحية بين البشر لتفادي نقل المرض بين المواطنين لو لاسمح الله احدهم يحمل الفيروس
Posted by معربا Ma3raba on Saturday, March 28, 2020
وأضاف محيميد أن حالة الفقر الشديدة، هي ما يجبر الأهالي على انتظار الخبز والوقوف لساعات طويلة أمام الأفران، وذلك رغم رداءة نوعيته مؤخراً بشكل كبير، وإهمال حكومة النظام لموضوع النظافة والجودة، مؤكداً في الوقت ذاته أن النظام يتعمد “تطفيش الناس” عن الخبز المدعوم وتوجيهم للاعتماد على الخبز السياحي لتخفيف النفقات.
وفيما انتشرت مقاطع مصورة كثيرة عبر الانترنت، لتجمع طوابير السكان في بعض المناطق، لاستلام مخصصاتهم من الخبز، فإن مناطق أخرى لم تشهد نفس الظاهرة، إذ يعتمد الأمر كما قال رائد الشامي، وهو من سكان دمشق، على “تنظيم التزويع من قبل لجنة الحي”.
وقال الثلاثيني الذي يعمل بشركة تأمين في دمشق، إن “بعض لجان الأحياء استطاعت أن تُنظم موضوع استلام وتسليم الخبز، دون حصول ازدحام وطوابير انتظار كبيرة”، مشيراً إلى أن “المشكلة تكمن في المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة، حيث يصعب تنظيم تسليم الخبز لكل السكان دون حصول طوابير انتظار طويلة”.