بعد محادثاتٍ ليومين..دبلوماسيون وعسكريون وأمنيّون أتراك يُغادرون موسكو
غادر الوفد التركي، الذي أجرى محادثاتٍ ليومين، بخصوص إدلب، مع مسؤولين روس، مدينة موسكو، ظهر اليوم الثلاثاء، دون تصريحاتٍ روسية أو تركية رسمية، حتى الساعة، عن نتائج اللقاءات بين الجانبين، بينما أشار وزير الخارجية التركي، إلى إمكانية عقد لقاءٍ على مستوى الرؤساء بين البلدين.
وقالت وكالة “الأناضول” التركية، إن المباحثات التي جرت في مقر وزارة الخارجية الروسية، انتهت، بعد اجتماعٍ صباحي، اليوم الثلاثاء، استمر ساعتين، استكمالاً للاجتماعات التي بدأت أمس.
وترأس الوفد التركي، نائب وزير الخارجية سادات أونال، فيما ترأس الوفد الروسي، كل من نائب وزير الخارجية سيرغي فرشينين، ومبعوث الرئيس الخاص إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف.
وشارك في الاجتماعات، مسؤولين أمنيين وعسكريين، روس وأتراك، حيث بحثوا التطورات العسكرية المتسارعة في شمال غربي سورية، مع تقدمٍ كبيرٍ لقوات الأسد بدعم روسي، خلال الأيام القليلة الماضية، والتي شهدت أيضاً مقتل 13 عنصراً من الجيش التركي، بنيران قوات الأسد.
وحتى ساعة نشر هذا التقرير، لم تصدر تصريحاتٌ روسية و تركية، حول نتائج الاجتماعات في موسكو.
وكانت وكالة “الأناضول”، نقلت عن “دبلوماسيين” أتراك قولهم، إن “الوفد التركي في مباحثات الاثنين، أكد ضرورة خفض التوتر على الأرض، ومنع تفاقم الوضع الإنساني أكثر”.
قمة مُحتملة
وعلّقَ المتحدث باسم حزب “العدالة والتنمية”، عمر جيليك، على نتائج المباحثات بين مسؤولين من بلاده ونظرائهم الروس في موسكو، بقوله:”أبلغنا الجانب الروسي بشكل واضح وصريح أننا أجرينا التحضيرات العسكرية اللازمة من أجل إعادة النظام إلى حدوده السابقة (حدود اتفاق سوتشي) في حال لم ينسحب”.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاوويش أغلو، اليوم الثلاثاء، إن لقاءً مُحتملاً، قد يجري بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، فيما لو تعثرت اجتماعات موسكو بين وفدي البلدين.
وظهر اليوم الثلاثاء، عاد طيران النظام الحربي، لشن غاراتهِ، في إدلب، إذ استهدف بلدات بسنقول ومحمبل، فيما تعرضت بلدة الدانا قرب الحدود التركية، لقصفٍ صاروخي.
المهلة التركية
وتوالت خلال الأيام القليلة الماضية، التهديدات التي أطلقها مسؤولون أتراك، من أن أنقرة ستتحرك إذا لم تنسحب قوات الأسد، من المناطق التي تقدمت إليها، مؤخراً، خلف نقاط المراقبة التركية، في شمال غربي سورية.
وكان أول تصريح تركيٍ صدر بهذا الشأن، على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان، إذ قال في الخامس من هذا الشهر:” إذا لم ينسحب النظام السوري إلى خلف نقاط المراقبة التركية خلال شباط/ فبراير الجاري فإن تركيا ستضطر لإجباره على ذلك”.مُطالباً روسيا بـ”تفهم حساسياتنا في سورية بشكل أفضل”.
كارثة إنسانية تتعاظم
وقالت ميشيل باشليه، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، إن ما يقرب من 300 مدني سوري، قُتلوا خلال الأيام القليلة الماضية، في شمال غربي البلاد، مؤكدة مسؤولية النظام وروسيا عن مقتل 93% منهم.
وأدانت باشليه في بيانٍ عبرت فيه عن “الفزع من حجم الأزمة الإنسانية”، الضربات المباشرة أو قرب مخيمات النازحين والمنشآت الطبية والتعليمية، بما في ذلك مستشفيان أمس الاثنين. وقالت باشليه، إن ضربات كتلك قد تصل إلى حد جرائم الحرب.
وفي إفادة صحفية في جنيف، قال روبرت كولفيل، المتحدث باسم باشليه، رداً على سؤالٍ عما إذا كانت قوات الأسد وروسيا، تتعمدان استهداف المدنيين ومنشآت محمية بموجب القانون الدولي، أجاب بأن “كثافة الهجمات على المستشفيات والمنشآت الطبية والمدارس تشير لاستحالة أن تكون جميعها عرضية”.
وكانت الأمم المتحدة، قد أكدت أمس الاثنين، إن نحو 875 ألف سوري معظمهم من النساء والأطفال، نزحوا بسبب هجمات قوات الأسد وروسيا وإيران، في إدلب وريفي حلب الجنوبي والغربي.
وقال ديفيد سوانسون، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن أحدث نزوح إلى مناطق قرب الحدود مع تركيا، جاء من غرب وجنوبي حلب، مُضيفاً أن نصف مليون من النازحين خلال الأسابيع العشرة الأخيرة كانوا أطفالاً.