بعد مقتل الآلاف في سجونه.. الأسد يصدر قانوناً يجرم “التعذيب”
أصدر رأس النظام السوري، بشار الأسد، قانوناً اليوم الأربعاء، ينص على “تجريم التعذيب”، رغم التقارير التي تؤكد تورطه بتعذيب آلاف المعتقلين في سجونه.
وعرّف القانون رقم “16” للعام 2022، التعذيب بأنه “كل عمل أو امتناع عن عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد، جسدياً كان أم عقلياً، يلحق بشخص ما قصداً للحصول منه أو من شخص آخر على معلومات أو اعتراف أو معاقبته على عمل ارتكبه أو تخويفه أو إكراهه على القيام بعمل ما”.
وبحسب القانون يعاقب بالسجن المؤقت ثلاث سنوات على الأقل كل من ارتكب قصداً التعذيب أو شارك فيه أو حرض عليه، فيما تكون العقوبة 6 سنوات على الأقل إذا ارتُكب التعذيب من موظف أو تحت إشرافه وبرضاه بقصد الحصول على اعتراف أو إقرار عن جريمة أو معلومات.
وأضاف: “تكون العقوبة ثماني سنوات على الأقل إذا ارتُكب التعذيب من قبل جماعة، تحقيقاً لمآرب شخصية أو مادية أو سياسية أو بقصد الثأر أو الانتقام. وتكون عشر سنوات على الأقل إذا وقع التعذيب على موظف بسبب ممارسته لمهامه”.
وتصل عقوبة التعذيب بموجب القانون الجديد إلى السجن المؤبد إذا وقع التعذيب على طفل أو شخص ذي إعاقة أو نجم عنه عاهة دائمة، فيما تصل العقوبة لـ “الإعدام” إذا نجم عن التعذيب موت إنسان أم تم الاعتداء عليه بالاغتصاب أو الفحشاء أثناء التعذيب أو لغايته.
ومنع القانون الجهات والسلطات إصدار أوامر بالتعذيب، مشيراً إلى أن المحكمة تقضي بالتعويض المناسب بما يجبر الضرر المادي والمعنوي والخسائر التي لحقت بمن وقع عليه التعذيب.
14 ألفاً قتلهم النظام تحت التعذيب
يُشار إلى أن نظام الأسد متورط بتعذيب آلاف المعتقلين في سجونه، منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، حيث عمدت أجهزته الأمنية إلى استخدام أشد أنواع التعذيب ضد المدنيين العزّل الذين طالبوا بإسقاط النظام.
وبحسب أرقام “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” فإن ما يقارب 14 ألفاً و500 شخص قتلوا تحت التعذيب على يد النظام السوري، منذ مارس/ آذار 2011 وحتى مارس/ آذار 2022، بينهم 174 طفلاً و74 أمرأة.
إلا أن تقارير أخرى تشير إلى أن الأرقام أكبر من ذلك بكثير.
وينفي نظام الأسد وجود معتقلين في سجونه، إلا أن الصور التي سربها “قيصر” من داخل أفرع النظام أثبتت تعرض آلاف المعتقلين لأشد أنواع التعذيب، فضلاً عن شهادات الكثير من الناجين.
وكان المصوّر العسكري المنشق عن النظام عام 2014، الملقب بـ “قيصر”، سرب 55 ألف صورة لمعتقلين في سجون الأسد، تم قتلهم وتعذيبهم بشكل وحشي.
وعُرضت تلك الصور في مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث أثارت الرأي العام العالمي، وأفضت إلى فرض عقوبات على نظام الأسد وداعميه، تحت اسم “عقوبات قيصر”.