تعرض حقل “كونيكو” للغاز، والذي يضم قاعدة أمريكية في ريف دير الزور الشرقي، لقصف صاروخي مجهول المصدر، تزامناً مع استهداف قاعدة التنف جنوب شرق سورية.
وذكرت مراصد محلية أن قاعدة حقل “كونيكو” في دير الزور شرقي سورية، تعرضت اليوم الخميس لقصف صاروخي “عنيف”.
وجاءت تلك الحادثة بعد أقل من ساعة على استهداف قاعدة التنف، الواقعة عند المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن.
وتعتبر التنف أبرز القواعد العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في سورية، وسبق أن زارها قادة عسكريون كبار.
وبحسب مصادر إعلامية فإن ثلاث طائرات مسيرة ثابتة الجناح استطاعت التحليق فوق قاعدة التنف واستهدافها، دون ورود تقارير حول حجم الأضرار.
ولم يصدر أي تعليق من واشنطن، حتى اللحظة، حول الهجوم على قواعدها في سورية.
وتتعرض القواعد الأمريكية في سورية لهجمات متكررة، المتهم الأول بها هو المليشيات الإيرانية المتمركزة على الحدود السورية- العراقية، بحسب مسؤولين أمريكيين.
أنظمة رادار و”هيمارس”
تأتي الحادثتان بعد أنباء أفادت أن واشنطن نشرت أربعة أنظمة رادار في قواعدها المتمركزة في سورية، أمس الأحد، بحسب ما أفادت تقارير ومراصد محلية.
ونقل موقع “ميدل إيست مونيتور“، الاثنين الماضي، عن مصادر محلية أن واشنطن زودت قواتها في محافظة دير الزور شرقي سورية بنظام رادار.
وأضافت أن تلك الخطوة جاءت بعد تعرض حقول النفط في المنطقة لهجوم من قبل المليشيات المدعومة من إيران، والمنتشرة على الحدود السورية- العراقية.
وبحسب المصادر تم نشر هذه الأنظمة في حقلي العمر للنفط وكونيكو للغاز بدير الزور، كما تم نشر نظام صاروخي مرتبط بالرادار في الموقعين، ولم يتم تحديد طرازه.
وخلال الأسابيع الماضية، عملت واشنطن على تعزيز قواتها في سورية عبر استقدام أسلحة ثقيلة مثل قاذفات صوريخ “هيمارس”.
إذ أقرت الولايات المتحدة في يونيو/ حزيران الماضي، نشر قاذفات صواريخ “هيمارس” في قواعدها شمال شرق سورية، في خطوة اعتبرها محللون أنها تحمل دلالات سياسية وأمنية.
وتقول واشنطن إن نشر هذه المنظومة من الصواريخ يهدف “لحماية” القوات والقواعد الأمريكية في سورية من هجمات محتملة.
وقالت مجلة “فوربس” الأمريكية في تقرير لها، حينها، إن الولايات المتحدة تسعى إلى حماية نفسها من هجمات المليشيات الإيرانية في سورية، والتي استهدفت القواعد الأمريكية بالصواريخ وبطائرات بدون طيار مرات عدة.
وأضافت أن ذلك دفع الجيش الأمريكي “إلى استنتاج أنه بحاجة لقوة نيران أرضية إضافية شمال شرق سورية، لحماية قواته والرد على الهجمات المحتملة”.
وبحسب الصحيفة فإن انتشار صواريخ “هيمارس” يحمل دلالات أخرى تتعلق بالوجود الأمريكي في سورية.
ونقلت عن المدير الأول للاستراتيجية والابتكار في معهد “نيو لاينز”، نيكولاس هيراس، قوله إن “الولايات المتحدة تنوي أن يكون لها وجود طويل الأمد في قواعدها شمال شرق سورية”.
مردفاً: “تحتاج هذه القواعد الأمريكية إلى قوة حماية يمكنها الاستجابة بسرعة للتهديدات المتباينة على الأرض”.
واعتبر أن نظام “هيمارس” سيكون فعالًا بشكل خاص في توفير هذه الحماية، حسب قوله.