انتقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الغارة الروسية التي استهدفت عناصر من “فيلق الشام” في إدلب، قبل يومين.
وخلال كلمة له في اجتماع “حزب العدالة والتنمية” في أنقرة، اليوم الأربعاء، قال أردوغان إن هناك مؤشرات تُظهر عدم رغبة روسيا بدعم السلام في سورية، مضيفاً أن “استهداف روسيا مركزاً لتأهيل الجيش الوطني السوري في إدلب، مؤشر على عدم دعمها للسلام الدائم والاستقرار بالمنطقة”.
وجاء ذلك تزامناً مع اتصال هاتفي بين أردوغان ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، لبحث تداعيات الغارة الروسية على “فيلق الشام”، بحسب ما أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم، دون ذكر تفاصيل المكالمة.
Dışişleri Bakanı Mevlüt Çavuşoğlu: Cumhurbaşkanı Erdoğan ve Putin, İdlib ile Karabağ konularını görüştü.https://t.co/QzKhvq4Kl0
— TRT HABER (@trthaber) October 28, 2020
وكانت طائرات روسية استهدفت معسكراً لـ”فيلق الشام”، أمس الاثنين، في منطقة جبل الدويلة، القريب من الحدود السورية- التركية قرب قرية كفرتخاريم، ما أدى إلى مقتل 30 عنصراً من الفيلق ووقوع عشرات الجرحى.
ولاقت الغارة استنكاراً شعبياً في المنطقة، كما نددت الولايات المتحدة، أمس، باستهداف الروس معسكراً لـ”فيلق الشام”، حيث طالب المبعوث الأمريكي إلى سورية، جيمس جيفري، بوقف التصعيد “الخطير” لقوات الأسد والقوات الموالية لها، معتبراً أنه خرق وانتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، المبرم بين تركيا وروسيا في 5 مارس/ آذار الماضي.
على صعيد آخر، توعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في كلمته أمام الحزب بشن عمليات عسكرية داخل سورية، في حال لم يتم الوفاء بوعود إخراج من أسماهم “الإرهابيين” من المناطق الحدودية مع تركيا، وأضاف أن بلاده “قادرة على تطهير كامل سورية من التنظيمات الإرهابية إن لزم الأمر”.
Cumhurbaşkanı Erdoğan: Türkiye'nin gücü Suriye'yi terör örgütlerinden temizlemeye yeterli.https://t.co/KHQHp0vOCd pic.twitter.com/KFGkIQy4Gd
— TRT Haber Canlı (@trthabercanli) October 28, 2020
وتحدث الرئيس التركي عن استمرار وجود “إرهابيين” على الحدود السورية- التركية، خلافاً للوعود التي تم قطعها لأنقرة، في إشارة إلى الولايات المتحدة وروسيا.
وكانت تركيا قد أبرمت اتفاقين منفصلين، في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، مقابل إيقاف عملية “نبع السلام” ضد “قسد” وعمادها العسكري “وحدات حماية الشعب” (الكردية) شمالي سورية.
ويقضي الاتفاق الأول مع روسيا بانسحاب “الوحدات” بأسلحتها عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كيلومتراً خلال 150 ساعة، وتسيير دوريات عسكرية مشتركة بين روسيا وتركيا، شرق وغرب الفرات على عمق 10 كيلومترات.
وكذلك نص الاتفاق مع الأمريكيين على وقف إطلاق النار وإنهاء عملية “نبع السلام” مقابل انسحاب الوحدات من الحدود السورية- التركية.
واعتبر أردوغان في كلمته، اليوم، أن “الكيان الذي تحاول الولايات المتحدة ترسيخه على طول الحدود العراقية السورية، هو نذير للصراعات والآلام والمآسي الجديدة”، في إشار “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).