بـ”عباءة القائد العام”..”الجولاني” يعزز حضوره “حوكمياً”
ترأس زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، أمس السبت، اجتماعاً لما عرف بـ”قيادة المحرر”، ضمّ كلاً من رئيس حكومة “الإنقاذ السورية”، علي كده، وأعضاء من “مجلس الشورى العام”، لمعالجة أزمة التعليم القائمة منذ سنوات في محافظة إدلب.
وأعلنت حسابات مقرّبة من “تحرير الشام”، عن خطّة تموّلها الأخيرة لمواجهة “أزمة التعليم”، بمنحة مالية تدعم المدرّسين المتطوعين، على مرحلتين اثنتين، تشمل الحلقة الثانية والثالثة.
حسب مؤسسة “أمجاد الإعلامية” التابعة لـ”تحرير الشام”، فإنّ الاجتماع تمخّض عنه “تشكيل مجلس أعلى للتعليم في المحرر يحافظ على سياسة تعليمية مستقرة من الروضة إلى الدكتوراه”.
وبحسب قرار رسمي، صادر بعد ساعات من الاجتماع، عن “رئاسة مجلس الوزراء” التابع لـ”الإنقاذ”، فإنّ دعم متطوعي الحلقة الثالثة يبدأ في الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني العام الجاري، والحلقة الثانية بدءاً من بداية ديسمبر/كانون الأول.
وتكرر ظهور “الجولاني” في مناسبات مدنيّة واجتماعية، وأزمات معيشية عامة متنوعة، اعتبرها مراقبون وناشطون، توسعاً لقيادته وسيطرته على مفاصل المنطقة الحيوية، وتقديمه كـ”قائد عام” يشمل مختلف القطاعات وليس فقط العسكرية.
وظهر “الجولاني” في موقف مشابه، خلال أزمة “الخبز” في إدلب، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، حين خصص مبلغ 3 مليون دولار لدعم الأفران.
“تحسين الصورة العامة”
يعتبر نوار شعبان وهو باحث في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، أحد برامج “المنتدى السوري”، أنّ “الجولاني يسعى لتحسين موقفه سياسياً واقتصادياً وصحياً وتعليمياً، وبمختلف المجالات، أمام الحاضنة الشعبية، والمجتمع الدولي”.
ويشير إلى أنّ “الجولاني يسارع بشكل متكرر إلى متابعة مختلف الأزمات التي تمرّ بها المنطقة، وإن كان غير قادر على حلها، لتصدير نفسه، وتحسين المشهد العام”.
ويعتبر أنّ “هذه الخطوات بدأت بشكل ملحوظ بعد عام 2020، حين مكّنت تحرير الشام من سطوتها العسكرية والأمنية على منطقة إدلب وجزء من ريف حلب الغربي”.
“القائد”
أوضح الصحافي المهتم في شؤون “الجماعات الجهادية” في سورية، خالد الخطيب، في حديثٍ لـ”السورية.نت”، أنّ “الإعلام الرديف لهيئة تحرير الشام، عمد خلال الفترة الماضية إلى الترويج لأبو محمد الجولاني كقائد عام للمنطقة، لمختلف القطاعات، ومن ضمنها عمل مؤسسات حكومة الإنقاذ ومجلس الشورى، والكليات العسكرية”.
وقال الخطيب، إنّ “التسمية المعتمدة للجولاني هي القائد، بعد أن غابت صفته الرئيسية، قائد الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام”.
ويضيف حول التسمية الجديدة: “القائد، صفة جديدة تتطلب الاهتمام أكثر بما يشغل الشارع، الخدمات والقطاعات الخدمية المختلفة، القائد القريب من الناس وهمومهم اليومية، المنشغل بمستوى المعيشة والطرق والمكونات المجتمعية والتعليم والصحة وغيرها، هذا ما يريد الإعلام الرديف والرسمي تصديره”.
واعتبر الخطيب، أنّ “الظهور المدني بشكل أكبر، يضفي رواية الاستقرار وأمن القطاعات الحياتية التي يروّج لها، مصداقية أكبر ونجاح أوسع، في دعاية مشروع الدولة التي ينادي بها أنصار تحرير الشام، ويلمح لمركزية القرار وانطواء المؤسسات تحت مظلة واحدة، ما يوحي بشكل الدولة المنظّمة الذي تفتقده المناطق الأخرى كشمال حلب، مثالاً”.
لاغياً فكرة “الثورة”..”الجولاني”: “مشروعنا بناء كيان سني إسلامي”