تمر علاقة روسيا بإسرائيل وتقاطعاتها في سورية بمرحلة توتر، بعدما صعّدت الأخيرة من هجماتها ضد مواقع عسكرية لنظام الأسد وأخرى تتبع لإيران.
وكانت ضربات جوية إسرائيلية قد استهدفت مطاري حلب ودمشق الدوليين لأربع مرات، خلال أول أسبوعين من الحرب التي بدأتها إسرائيل في قطاع غزة، بعد يوم السابع من أكتوبر.
كما استهدفت ضربات أخرى لمرتين ثكنات عسكرية لنظام الأسد في جنوب سورية، وأسفرت إحداها عن مقتل وإصابة عسكريين.
وذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية نقلاً عن مصادر مطلعة، اليوم الجمعة، قولها إن “إسرائيل لم تعد تحذر دائماً روسيا وبشكل مسبق من الهجمات التي تنوي شنها على الأراضي السورية”.
ويعكس ذلك تحولاً رئيساً في السياسة الإسرائيلية، وأضافت الوكالة أن الهجمات المتزايدة تلعب دوراً أيضاً في “تفاقم العلاقات المضطربة بالفعل بين إسرائيل وروسيا”.
و”هناك خطر من ظهور سورية كجبهة جديدة في الحرب بين إسرائيل وحماس، وهو الوضع الذي تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون تجنبه في سعيهم لاحتواء الصراع”.
وكان المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون قال الأسبوع الماضي إن “إن امتداد الصراع إلى سورية ليس مجرد خطر؛ بل بدأ بالفعل”.
وأضاف: “يتم إضافة الوقود إلى صندوق بارود كان قد بدأ بالفعل في الاشتعال”.
وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية قاعدة عسكرية سورية في محافظة درعا الجنوبية.
وجاء ذلك بعد أن أسقطت إسرائيل منشورات تحذر قوات الأسد من السماح لإيران ووكلائها بالعمل بالقرب من الحدود مع إسرائيل.
وقبل خمسة أيام، قصفت إسرائيل مستودع أسلحة في قاعدة سورية كبيرة في الجنوب، حيث يتواجد ضباط وعناصر إيرانيون من وكيلها “حزب الله”.
وأدى الهجوم إلى مقتل أكثر من عشرة جنود وضباط من قوات الأسد، وأضافت المصادر لـ”بلومبيرغ” أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت أيضاً رادارات مراقبة جوية في منشأة قريبة.
ويتواجد أفراد من الشرطة العسكرية الروسية أحياناً في منشأة بجوار هذه القاعدة، ومن غير الواضح ما إذا كانوا هناك عندما ضربت إسرائيل.
وتقوم إسرائيل منذ سنوات بضرب أهداف في سورية بشكل روتيني، وذلك بشكل أساسي لإحباط مقاتلي “حزب الله” هناك أو تأمين حدودها الشمالية الشرقية.
ومنذ أن تدخلت روسيا عسكرياً في سورية عام 2015، قامت بالتنسيق مع إسرائيل لضمان عدم اشتباك قواتهما أو إطلاق النار على بعضها البعض عن طريق الخطأ.
وقبل خمس سنوات، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيبذل قصارى جهده لمنع إيران و”حزب الله” من الحصول على موطئ قدم في جنوب غرب سورية، مقابل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
لكن بعد أن أرسلت روسيا قوات إلى أوكرانيا في عام 2022، شددت موسكو تحالفها مع إيران، مما أدى إلى توتر العلاقات مع إسرائيل.
وجاء في تقرير الوكالة أن “الحرب ضد حماس، التي تحكم غزة والتي تدعمها إيران أيضاً، والتعاون العميق بين إسرائيل والولايات المتحدة، كانت سبباً في تفاقم الخلاف بين الجانبين”.
ومنذ بدء حرب إسرائيل في قطاع غزة، انتقل المئات من رجال الميليشيات المدعومة من إيران من الحدود العراقية السورية ليكونوا أقرب إلى إسرائيل.
وقال تشارلز ليستر، الذي يرأس برنامج سورية في معهد الشرق الأوسط للأبحاث ومقره واشنطن إنهم “شنوا 12 هجوماً ضد إسرائيل”.
وقال إن حصيلته تشير أيضاً إلى 33 هجوماً شنتها ميليشيات مرتبطة بإيران على قواعد أمريكية في العراق وسورية خلال الفترة نفسها.
وأوضح ليستر أن “روسيا كثفت التشويش الإلكتروني من قاعدة حميميم في سورية، الأمر الذي تدخل في الحركة الجوية التجارية، بما في ذلك الرحلات الجوية التي تهبط في تل أبيب”.