تبدأ بعد ساعات..مخاوف لقاطني الخيام من عاصفة مطرية
يتخوّف مهجرون قاطنون في مخيمات النازحين في ريف محافظة إدلب، من آثار العواصف القادمة على المنطقة خلال الساعات القليلة القادمة، في ظل انخفاض كبير لدرجات الحرارة.
وتتوقع الأرصاد المحلية الجوية، أن فجر الأحد يكون ذروة تأثيرات المنخفض الجوي القطبي الذي يضرب منطقة شمالي غربي سورية، إذ تكون على شكل هطولات مطرية غزيرة في المنطقة.
وتأتي مخاوف المهجرين من تدهور بنى المخيمات التحتية من خيام وعوازل، وشبكات الصرف الصحي والمطري، إلى جانب ضعف الاستجابة الطارئة من مواد ووسائل تدفئة.
شح مواد التدفئة
يشتكي قاطنو الخيام من شح في مواد التدفئة في ظل العواصف التي تتعرض لها المنطقة، إضافة لغلاء أسعارها عموماً وقلة الدعم لمتوفر لها.
عبد القادردعدوش، يقول لـ”السورية.نت”، إنه يواجه العاصفة “بكيلو غرامات قليلة من مادة (البيرين) للتدفئة.. ممكن أن تنفد خلال فترة قصيرة جداً، ولا أستطيع شراء كمية أكبر لتدوم طويلاً”.
و”البيرين” مادة يتم استخلاصها من مخلفات عصر الزيتون الذي يتوفر كثيراً في محافظة إدلب، حيث يتم ضغط هذه المخلفات في قوالب عبر آلات خاصة، ثم تنشيفها في الشمس، لتُستخدم بعد ذلك في التدفئة.
ويوضح أن “اعتماده على التدفئة بشكل كبير اليوم على ملابس عائلته القديمة والبالية وبعض المواد المنزلية التي يمكن حرقها في ظل عدم قدرته على شراء مواد تدفئة بكميات تسد الحاجة”.
ويتدفأ عبد القادر القاطن في مخيم “ربيع معيصرونة” قرب بلدة كفريحمول شمالي إدلب، مع عائلتين من أولاده على مدفأة واحدة يتجمع عليها أفراد العوائل.
مخيمات إدلب..أزمات إنسانية ومعيشية متراكمة تتضاعف في الشتاء(صور)
“خيام لا تقاوم”
أدهم دعدوش وهو مدير المخيم يقول لـ”السورية.نت”، إنّ الخيام التي تقطن فيها عائلات المخيم المؤلفة من 50 عائلة، غير قادرة على مقاومة العواصف الثلجية على الإطلاق، وستكون عرضةً للهدم دون شكّ، أما العاصفة المطرية فهي مقبولة مقارنةً بالثلجية.
ويوضح أنّ العاصفة المطرية تؤثر سلباً على الخيام، إذ تتسرب مياه الأمطار من الشقوق والسقف نتيجة ترهّلها وقدمها، وهو ما يدفع قاطنيها بشكل مستمر إلى ترقيعها بقطع قماشية وخياطتها، كحلول إسعافية.
أم أحمد مقيمة في ذات المخيم، تقول لـ”السورية.نت”، إنها متخوّفة من قدوم العاصفة بسبب صغر أطفالها، وغياب وسيلة تدفئة مناسبة.
وتضيف: “وضعنا المعيشي متدهور جداً ولا أملك القدرة على شراء مواد تدفئة لمقاومة العاصفة”.
بينما عبد السلام سراقبي، يقول لـ”السورية.نت”، إنّ “مواد التدفئة التي أحصل عليها من منظمة إنسانية بدايةً الشتاء نفدت، واليوم اعتمد في التدفئة على كل ما توفّر له من أشياء لحرقها”.
ويعتبر أنّ “العواصف تزيد المعاناة كثيراً وتُدخل السكان هنا في حالة نفسية صعبة لأنّ الخيام وحالتنا النفسية غير قادرة على مقاومة أقل تغييرات في المناخ”.
وضربت خلال الأيام القليلة الماضية عاصفة ثلجية خيام النازحين في منطقة عفرين شمالي غربي سورية، ما أدى لتضرر مئات الخيام هناك، في حين تتأثر المنطقة بمنخفض جوي قطبي أدى إلى تراجع في درجات الحرارة.