تجدد الاشتباكات والاتهامات بين “الدفاع الوطني” و”أسايش” في القامشلي
تجددت الاشتباكات في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، مساء اليوم الأربعاء، بين ميليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام، وبين قوات “أسايش” الذراع الأمني لـ”وحدات حماية الشعب”، أبرز مكونات “قوات سوريا الديمقراطية”.
وقالت وكالة “هاوار” إن “ما تسمى الدفاع الوطني تستمر في هجماتها، وعادت الاشتباكات في إطار تصدي قوى الأمن الداخلي لتلك الهجمات”.
وأضافت أن “هدوءاً يخيم على مدينة قامشلي منذ الساعة السابعة مساءً، حتى هذه اللحظة بعد الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت بين الطرفين”.
وكانت اشتباكات اندلعت بين الطرفين، أمس الثلاثاء، في مدينة القامشلي وسط تصعيد جديد في المنطقة.
وحسب مصدر في المدينة، فإن الاشتباكات بدأت عند مرور أحد المطلوبين على حاجز تابع لـ”الأسايش” في دوار الوحدة بالمدينة، ما أدى إلى إيقافه من قبل “الحاجز”.
وقال المصدر إن “عراكاً نشب بين المطلوب ورفاقه وبين عناصر الحاجز، أعقبه هجوم لعناصر من الدفاع الوطني من حي الطي على حاجز قوات الأسايش، ما أدى إلى مقتل قائد الحاجز”.
واندلعت اشتباكات بين الطرفين، وسط استخدام أسلحة متوسطة، في حين سيطرت قوات “الأسايش” على حاجزين تابعين لـ”الدفاع الوطني” في المنطقة.
وأضاف المصدر أن روسيا تدخلت اليوم، لفض الخلاف، إلا أن “الأسايش” اشترطوا تنفيذ عدد من المطالب، والتي تضمنت “تسليم العناصر الذين أطلقوا النار، والحفاظ على النقاط التي تم السيطرة عليها من قبل أسايش وهما حاجزين داخل المربع الأمني، ومناقشة تفكيك الدفاع الوطني” في المنطقة.
إلا أن “الدفاع الوطني” رفض شروط قوات “الأسايش”، ما أدى إلى تجدد الاشتباكات مساء اليوم، وسط غموض عما ستؤول إليه الأوضاع خلال الساعات المقبلة.
في المقابل، أرجع محافظ الحسكة التابع لنظام الأسد، غسان خليل، سبب “الاشتباكات إلى محاولة فاشلة لخطف قيادي في الدفاع الوطني من قبل قسد”.
وقال خليل إن “الاشتباكات تسببت بنزوح مدنيين نحو حيي حلكو – الزهر، ونحو مطار القامشلي، كما سجلت خسائر مادية كبيرة في منازل الحي”.
وأسفرت الاشتباكات، حسب خليل، إلى مقتل عنصرين وإصابة تسعة عناصر من “الدفاع الوطني”، إضافة إلى إصابة أربعة مدنيين.
وقال خليل إن “هناك مساعٍ روسية للتهدئة، حيث اجتمع ضباط من مركز المصالحة الروسي من ممثلين عن قسد، لكن استجابة الأخيرة بطيئة في ملف التهدئة”.
وكشف عن اجتماع ثان بين الجانب الروسي وممثلين عن “قسد” خلال الساعات المقبلة.
من جهته اعتبر عضو الهيئة الرئاسية في “حزب الاتحاد الديمقراطي”، صالح مسلم، أن “الهجوم مفتعل، والهدف منه ضرب الاستقرار”.
وقال مسلم:”سواء كانت هذه الهجمات مفتعلة من روسيا أو من حكومة دمشق، فإنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. إنهما يسعيان إلى بث الفوضى بين الناس وضرب الاستقرار وترهيب الأهالي، ومحاولة إثبات وجودهما”.
وأضاف، بحسب وكالة “هاوار”، “لقد بات الأمر معروفًا؛ ستفتعلان المشاكل، ثم تتدخل روسيا، هذا الأمر يتم بشكل متعمد، وهو تصرف لا أخلاقي”.
كما اعتبر أن “الاعتداء هو مخطط يهدف إلى كسب التأييد الشعبي لصالح حكومة دمشق قبيل الانتخابات وزيادة عدد الأصوات، ومن المحتمل أن تطلقا عملاً عسكرياً بهدف إثبات وجودهما. هذه أمور لا طائل منها، وهي ألاعيب روسيا وحكومة دمشق”.
بتدخل روسي.. “قسد” تعلن فك الحصار عن النظام في الحسكة والقامشلي
وليست المرة الأولى التي تشهد فيها المدينة اشتباكات بين الطرفين، إذ شهدت الحسكة عدة مواجهات مماثلة، آخرها في فبراير/ شباط الماضي، حينما فرضت “قسد” حصاراً على المربع الخاضع لسيطرة النظام في الحسكة والقامشلي، قبل التوصل إلى اتفاق رعته روسيا.