ذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أن لقاء رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في دمشق قبل يومين، من شأنه تجديد التحقيق المتوقف منذ سنوات، حول مفاعل دير الزور النووي.
وقالت الوكالة في تقرير لها، اليوم الخميس، إن رئيس النظام السوري “قد يكون مستعداً لحل الأسئلة حول الموقع الذي قصفته إسرائيل قبل عقدين تقريباً”.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأت التحقيق عام 2007 حول منشأة في محافظة دير الزور السورية، بعد أسابيع من غارة إسرائيلية استهدفت المنشأة.
وتحدثت الاستخبارات الغربية حينها عن وجود نشاط نووي مرتبط بكوريا الشمالية داخل منشأة دير الزور، الأمر الذي نفاه النظام.
وبينما يقول النظام دائماً إن المنشأة المدمرة كانت عسكرية غير نووية، اكتشف مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية جزيئات اليورانيوم في الموقع، وأحيلت القضية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2011.
وبسبب الحرب في سورية ومماطلة النظام السوري وعدم تجاوبه مع مفتشي “الطاقة الذرية”، توقف التحقيق رسمياً عام 2011.
لكن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أجرى زيارة إلى دمشق، أول أمس الثلاثاء، التقى خلالها مع الأسد، لأول مرة منذ عام 2011.
وقال غروسي عبر حسابه في “إكس”، “نحن مستعدون لبدء العمل على إعادة إحياء حوار رفيع المستوى بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسورية، مع التركيز على بناء الثقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية في سورية”.
وتحدث غروسي عن اتفاق مع رئيس النظام على تجديد التواصل بين سورية والوكالة.
مشيراً إلى أن زيارته “أسفرت عن خطوات ملموسة يمكن أن تدفع التحقيق إلى الأمام”.
مفاعل دير الزور يعود للواجهة
في 6 سبتمبر/ أيلول عام 2007، استهدفت ضربات جوية منشأة الكبر العسكرية في دير الزور، شرقي سورية، ودمرت ما يُعتقد أنه “مفاعل نووي” قيد الإنشاء.
ووسط غياب التصريحات الرسمية، قالت الولايات المتحدة حينها إن المنطقة المستهدفة تضم مفاعلاً نووياً سرياً، إلا أن النظام السوري نفى ذلك مدّعياً أن المنشأة المستهدفة هي قاعدة عسكرية “مهجورة”.
وبعد أكثر من 10 سنوات من الصمت، أعلنت إسرائيل عام 2018 مسؤوليتها عن تلك العملية، مشيرة للمرة الأولى أنها استهدفت “مفاعلاً نووياً” كان قيد الإنشاء بالتعاون سراً بين النظام السوري وكوريا الشمالية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن “المفاعل كان قريباً من اكتماله. ونجحت العملية في إزالة تهديد وجودي ناشئ لإسرائيل والمنطقة بأكملها من القدرات النووية السورية”.
وأطلقت إسرائيل على العملية تلك “عملية البستان”، فيما وصفتها تقارير إسرائيلية بأنها “عملية خارج الصندوق”.
لكن في سبتمبر/ أيلول 2022، وبمناسبة مرور 15 عاماً على العملية، كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية، عن “وثيقة استخباراتية” جديدة، تتعلق بقصفها للمفاعل النووي.
وقالت الوزارة إنه في عام 2007 دمرت المقاتلات الإسرائيلية مفاعل دير الزور النووي، بعد حصول إسرائيل على وثيقة عام 2002 تكشف عن وجود مشروع “استراتيجي” لسورية في المجال النووي.
15 عامًا على ضرب المفاعل #النووي السوري في #دير_الزور يكشف النقاب عن وثيقة سرية من العام 2002 حملت تقديرات هيئة الاستخبارات العسكرية ان #سوريا كانت تدير مشروعًا سريًا – والذي تبين لاحقًا أنه المفاعل النووي pic.twitter.com/ZHrjJuyi7S
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) September 6, 2022
وكانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لورا هولجيت، قالت في وقت سابق من هذا الشهر: “لقد سعت سورية لفترة طويلة إلى طرح واجهة علنية للتعاون دون الانخراط في المسائل الجوهرية”.
وأضافت حسبما نقلت “بلومبيرغ” عنها أن “الطريق الوحيد إلى عملية ذات معنى هو أن يقوم نظام الأسد في النهاية بتزويد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإمكانية الوصول إلى جميع المواقع والمعلومات والمواد والأشخاص”.