قدم المبعوث الأمريكي السابق إلى سورية، جيمس جيفري سلسلة من النصائح للمرشح المنتخب للرئاسة الأمريكية، جو بايدن، تتعلق بالسياسة الأمريكية الخاصة بالملف السوري، في المرحلة المقبلة.
والنصائح التي قدمها جيفري لبايدن ترتبط بالسياسة السابقة التي كان يسير فيها دونالد ترامب، والمرتكزة على “الجمود السياسي والعسكري”، من أجل المحافظة على الاستقرار.
وقال بايدن في مقابلة مع وقع “ديفينس ون“، اليوم الجمعة: “أنصح الإدارة المستقبلية الجديدة بمواصلة سياسات إدارة ترامب بشأن الشرق الأوسط”.
وأضاف جيفري: “ترامب قد حقق نوعاً من الجمود السياسي والعسكري في عدد من الصراعات الباردة والساخنة المختلفة، مما أدى إلى وضع أفضل ما يمكن لأي إدارة أن تأمل فيه، في مثل هذه المنطقة الفوضوية والمتقلبة”.
وأوضح المبعوث الأمريكي السابق أن نهج ترامب “المتواضع” في التعامل مع الشرق الأوسط، أسفر عن منطقة أكثر استقراراً من السياسات التحويلية التي اتبعها أسلافه، مشيراً إلى أن إدارة ترامب نظرت إلى الشرق الأوسط من منظور جيوستراتيجي وأبقت تركيزها على إيران وروسيا والصين.
ويأتي ما سبق بعد أيام من استقالة جيفري من منصبه كمبعوث أمريكي إلى سورية، بالتزامن مع فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، بانتخابات الرئاسة الأميركية ورفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب نتائجها ورفع دعاوى قضائية في عدة ولايات بدعوى التزوير.
ما سياسة بايدن في سورية؟
خلال الأيام الماضية بدأت التحليلات والتوقعات بشأن تعاطي بايدن مع الملف السوري، خاصة وأنه كان يشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، الذي رسم خطوطاً حمراء لنظام الأسد والذي تجاوزها بقصف الغوطة الشرقية بالسلاح الكيماوي دون ردة فعل من قبل الإدارة الأمريكية.
وفي ظل عدم وجود تصريحات جديدة لبايدن حول سياسته في سورية، إلا أن وسائل إعلام توقعت أن يحمل مسؤولية إصلاح نهج الولايات المتحدة تجاه سورية، بحسب ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”.
ورداً على سؤال حول كيف سيقدم المشورة لإدارة بايدن لو تولى محفظته، قال جيفري إنه سيحث الرئيس المنتخب على الاستمرار في المسار الذي وضعه فريق ترامب، مرجحاً أن بعض الأشياء التي قد يتراجع عنها الديمقراطيون، مثل تفكيك الاتفاق النووي الإيراني “قد تكون مستحيلة الآن”.
وتطرق المبعوث الأمريكي السابق في حديثه إلى الاتهامات التي وجهت للولايات المتحدة بالتخلي عن حلفائها الكرد أمام هجوم تركيا.
وأوضح جيفري أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة أعطت الكرد ضماناً عسكرياً ضد “المرتزقة الروس العاملين في سوريا والحكومة السورية وداعش”، ولكن “لم يمنح أحد في واشنطن أبداً الكرد ضماناً عسكرياً ضد تركيا”.
وأضاف: “كل زعيم كردي أعرفه يعتقد أنه حصل على مثل هذا الضمان من قبل الناس في الميدان، وكان لذلك تأثير على كيفية تصرفهم بما في ذلك كيفية تصرفهم تجاه الأتراك، لذلك كانت فوضى سياسية معقدة للغاية”.
“لا يهمنا الأشخاص”
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي كان معاون وزير خارجية النظام، أيمن سوسان، قد علّق على فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، بالانتخابات الأمريكية، على منافسه الجمهوري والرئيس الحالي دونالد ترامب.
وقال سوسان في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، إنه “بالنسبة لبايدن وترامب لا يهمنا الأشخاص ولكن السياسات”، مضيفاً “نحن نعول على أنفسنا ولا نعول على أحد”.
واعتبر أن “السياسات الأمريكية التي مورست لم تؤد إلا إلى تأجيج الصراعات في العالم”، كما اعتبر أنه “يجب أن يكون للولايات المتحدة علاقات جيدة مع دول العالم كافة، والابتعاد عن خلق التوترات وتأجيج الصراعات”.
وأعرب ذات المسؤول عن أمله من بايدن أن “يتعلم من أخطاء أسلافه، وأن يبتعد عن سياسة خلق التوترات وتأجيج الصراعات”.