حددت “هيئة تحرير الشام” شروطاً أمام القادة والعناصر، الراغبين بالانشقاق عنها، في خطوة لافتة تبعت انشقاق القيادي البارز فيها “أبو مالك التلي”.
وفي قرار داخلي تناقلته معرفات مقربة من “الهيئة” عبر “تلغرام” اليوم الاثنين، منعت “تحرير الشام” القادة والعناصر فيها من الانشقاق عنها بشكل فوري، وربطت الأمر بمراجعة “لجنة الإشراف والمتابعة العليا” حصراً، من أجل “إبراء الذمة”.
وقالت “تحرير الشام” في قرارها: “بعد أخذ الموافقة وإبراء الذمة: يحظر على الأخ التارك تشكيل تجمع أو فصيل مهما كانت الأسباب”.
وتابعت: “يحظر على الأخ التارك الانتماء لأي تشكيل أو فصيل موجود في الساحة قبل مراجعة لجنة الإشراف والمتابعة العليا”.
وأشارت “تحرير الشام” في قراراها إلى أن المخالف لما سبق سيعرض فاعله للمسؤولية.
ويأتي القرار اللافت من “تحرير الشام”، بعد أيام من انشقاق القيادي البارز فيها “أبو مالك التلي”، وتشكيله لغرفة عمليات جديدة، بالاشتراك مع تشكيلات جهادية، على رأسها تنظيم “حراس الدين”.
وصباح اليوم الاثنين حاصرت مجموعة من “تحرير الشام” منزل القيادي “أبو مالك التلي” واعتقلته.
ونشرت بياناً، منذ ساعات، أكدت فيه الاعتقال، وربطته بغرفة العمليات التي شكّلها مع التشكيلات الجهادية.
وقالت “الهيئة” في البيان إن “التلي منذ فترة طويلة يسعى للخروج من الجماعة لتشكيل فصيل خاص، وقد ناقشناه واستوعبناه إلى الدرجة التي نستطيع، لأننا لا نريد له سلوك سبيل الفرقة، واستطعنا أن نبقيه بيننا مدة ليست بالقصيرة، حتى قرر الخروج”.
وأضافت أنها فوجئت بتشكيل “التلي” فصيلاً جديداً “لن يختلف عن سابقيه في سعيه لإضعاف الصف وتمزيق الممزق، على الرغم من تحذيره من خطورة الخطوة، وتأكيده سابقاً أنه لن يفعل ذلك”.
وكان “التلي” قد دخل بعدة نزاعات مع “تحرير الشام”، في الأشهر الماضية، أدت إلى خروجه منها لأسابيع، وعودته إلى داخل صفوفها، مؤخراً.
ويأتي ما سبق في ظل الحديث عن الوضع الميداني الذي ستكون عليه محافظة إدلب، في الأيام المقبلة، وخاصةً مع استمرار تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، من جانب موسكو وأنقرة.