وسع الرئيس رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، دائرة اتصالاته، عقب مقتل وإصابة العشرات من الجنود الأتراك، بقصف لقوات الأسد، على موقع عسكري تركي جنوب إدلب.
وعقب اتصال الرئيس أردوغان، مع نظيره الروسي، فلادمير بوتين، بحث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هاتفياً، المستجدات في محافظة إدلب.
وذكرت دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، في بيان، أن أردوغان أكد لنظيره الأمريكي، تصميم أنقرة على تطهير منطقة إدلب، المحددة بموجب مذكرة “سوتشي”، من عناصر قوات الأسد.
وأشار البيان، إلى أن الجانبين اتفقا على اتخاذ خطوات إضافية عاجلة لمنع المأساة الإنسانية في إدلب، دون ذكر تلك الخطوات.
بدوره، كشف نائب المتحدث باسم البيت الأبيض جود دير، في بيان له، بعض تفاصيل الاتصال بين ترامب وأردوغان، بقوله: “ترامب أعرب في اتصاله مع أردوغان عن إدانته للهجوم الذي استهدف جنودا للجيش التركي في إدلب”.
وأضاف دير: “ترامب جدد دعمه جهود تركيا لتخفيف الاشتباكات شمالي سورية ومنع وقوع كارثة إنسانية هناك”.
وأشار إلى أن الرئيسين اتفقا على ضرورة وقف هجمات النظام وداعميه روسيا وإيران على إدلب، للحيلولة دون سقوط مزيد من القتلى ونزوح السكان من مناطقهم.
وفي السياق، أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هجوم النظام على الجيش التركي الذي وصفته بـ”الوحشي”، وذلك في اتصال هاتفي بين ميركل والرئيس رجب طيب أردوغان، الجمعة.
إلى ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، الجمعة، أنه يجري التحضير حالياً، لإرسال فريق أممي إلى محافظة إدلب شمالي سورية، للوقوف على حقيقة ما يجري على الأرض.
وقال غوتيرش خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك: إن “فريقاً من موظفي الأمم المتحدة يجري الآن التحضير لإرسالهم إلى إدلب للوقوف على حقيقة ما يجري على الأرض”، دون ذكر المزيد من التفاصيل بهذا الخصوص.
وأكد على أن “وقف إطلاق النار في إدلب هو الحاجة الأكثر الحاحاً الآن قبل خروج الوضع عن السيطرة”.
وأضاف أن “ما يقرب مليون شخص فروا من منازلهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بينما تواصل الغارات الجوية ضرب المدارس والمرافق الطبية والمخيمات”.
مباحثات دون نتائج
ولا تشير المباحثات التركية الروسية، التي جرت اليوم في أنقرة، إلى التوصل لنتائج ايجابية لخفض التصعيد في إدلب، حيث اكتفى الوفد التركي التأكيد لنظيره الروسي خلال اجتماعهم على “ضرورة إعلان وقف إطلاق نار فوري ومستدام في محافظة إدلب، وانسحاب النظام إلى حدود اتفاق سوتشي”.
وكان الجانب الروسي، أصر على رواية أن القصف على الجنود الأنراك الخميس، جاء نتيجة عدم إبلاغ الجانب الروسي، بوجود الجنود في المنطقة التي تعرضت للقصف، إذ قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، عقب اجتماع الرئيس فلاديمير بوتين مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، إن “الجانب التركي لم يبلغنا بوجود العسكريين الأتراك في أماكن تجمع الإرهابيين في إدلب”.
لكن أنقرة، كذبت على لسان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، اليوم الجمعة، الرواية الروسية، إذ قال أكار، إن استهداف جنود بلاده “وقع رغم التنسيق الميداني مع المسؤولين الروس حول إحداثيات مواقع قواتنا”. مشيراً إلى أنه و “رغم تحذيراتنا عقب القصف الأول، استمرت الغارات الجوية وطالت حتى سيارات الإسعاف”.
يشار إلى أن الرئيسان، الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، اتفاق على عقد لقاءٍ ثنائي “في أقرب وقت”، دون تحديد مكان وزمان اللقاء حتى الساعة.