بدأت تركيا بالعودة التدريجية للحياة الطبيعية، بعد أشهر من إجراءات الحظر المرتبطة بالتصدي لفيروس “كورونا”، وكخطوة أولى أعلنت تجهيز شواطئها أمام السياح، في خطوة لإنعاش الاقتصاد وتعافيه.
وذكرت وكالة “الأناضول” اليوم الاثنين، أن شواطئ ولاية أنطاليا، عاصمة السياحة التركية، استكملت تحضيراتها لاستقبال زوّار الموسم السياحي لهذا العام، بعد انحسار فيروس “كورونا”.
وذكر بيان صادر عن بلدية أنطاليا الكبرى، أن فرقها نفذت حملة صيانة واسعة لشواطئ الولاية، لا سيما شاطئ “قونية ألطي” الشهير على البحر المتوسط.
وأضاف البيان، أن أعمال الصيانة شملت تجديد جميع المرافق العامة الموجودة على الشواطئ التي باتت بعد ذلك في حلة جديدة تجذب زوارها المحليين والأجانب.
وتشهد اليوم “جزر الأميرات” إنهاء الحظر المفروض من 26 إبريل/ نيسان وفتحها أمام السياح، للدخول والخروج مجاناً بحسب إدارة الجزر التابعة لإسطنبول، وذلك بالتوازي مع استقبال الشواطئ في مختلف أنحاء الدولة زوارها.
كما افتتح “غراند بازار” في إسطنبول أبوابه أمام السياح بعد إغلاق لأكثر من شهرين، ولاسيما أنه يعد واحداً من أكبر الأسواق في العالم، إذ يحتوي على آلاف المحلات التجارية في مختلف الأنشطة.
وفي 16 مايو/ أيار الماضي، أعلن وزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي، أن تركيا تستعد لاستئناف السياحة الداخلية في 28 من الشهر ذاته.
والخميس الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رفع الحظر عن حركة التنقل بين ولايات ومدن البلاد، واستئناف رحلات الطيران الداخلية، ضمن إطار العودة إلى الحياة الطبيعية.
وأضاف أن حكومته سمحت للمواطنين أصحاب المحلات التجارية فوق 65 عاماً، باستئناف أعمالهم، شريطة الالتزام بارتداء الكمامات، والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي وقواعد النظافة.
ومن المفترض، وبحسب أردوغان أن تبدأ المطاعم والمقاهي ومحلات صنع الحلويات والمقاهي وحدائق الشاي، وصالات السباحة ومنتجعات المياه الحرارية، العمل مجدداً بدءاً من اليوم، بالإضافة إلى أماكن الترفيه، ومبيعات النرجيلة (الشيشة).
وتأثر الاقتصاد التركي من الحظر المفروض منذ نحو شهرين، إذ لفتت مصادر رسمية إلى تراجع إيرادات السياحة 11.4% في الربع الأول من العام الحالي إلى 4.1 مليارات دولار، بسبب الإغلاقات العالمية والمحلية.
التعويل على السياحة
وبحسب الواقع الجديد الذي بدأت تركيا بالدخول فيه، فإنها تعوّل بشكل كبير على قطاع السياحة، في خطوة لإنعاش الاقتصاد، والتعافي بعد أشهر من الحظر.
وتعد تركيا صلة وصل بين الشرق والغرب، لربطها بين قارتي آسيا وأوروبا عن طريق كبرى مدنها السياحية والتاريخية اسطنبول.
وتعتبر وجهة سياحية لكثير من الجنسيات العربية، لامتلاكها مناطق سياحية كثيرة ومتنوعة.
وحقق قطاع السياحة في تركيا خلال 2018، رقماً قياسياً بـ40 مليون سائح أجنبي، وفق أرقام رسمية، منهم قرابة 12 مليونا زاروا إسطنبول.
في 2018، بلغت العائدات السياحية في تركيا خلال 2018، نحو 30 مليار دولار، وسط توقعات نمو العائدات كذلك بنسبة 10 بالمئة في كل عام يمر.
وكانت التصريحات الرسمية التركية قد أشارت في وقت سابق إلى أن تركيا تهدف بحلول 2023 لاستقبال قرابة 70 مليون سائح أجنبي، حسب خطة وضعتها وزارة السياحة التركية.