تركيا تنقل ملف جاشقجي إلى السعودية وتحسن مرتقب لعلاقات البلدين
طلبت النيابة العامة التركية، اليوم الخميس، تعليق محاكمة غيابية لسعوديين مشتبه بتورطهم في قتل الصحفي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلده في اسطنبول سنة 2018، ونقل القضية إلى الرياض.
وحسب وكالة “الأناضول” التركية، فإنه خلال الجلسة التي عقدت في المحكمة الجنائية بمدينة اسطنبول يوم الحادي عشر من هذا الشهر، قررت النيابة التركية “التوقّف عن مواصلة النظر في القضية، والبدء بالأسس والإجراءات اللازمة من أجل نقلها للسلطات القضائية السعودية”.
كما قررت إحالة الطلب لوزارة العدل من أجل “إبداء الرأي”، قبيل اتخاذ قرار نهائي، وحددت الأسبوع المقبل موعداً لذلك.
جاء ذلك بعد طلب وجهته هيئة المحكمة من دائرة العلاقات الخارجية في وزارة العدل التركية، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى السعودية للحصول على رد عما إذا كانت هناك محاكمة للمتهمين في السعودية أم لا.
ورد المدعي العام السعودي بالطلب من تركيا بنقل الملف للقضاء السعودي، واعداً بمتابعة القضية ومحاكمة الأشخاص الـ 26 المتهمين بجريمة قتل خاشقجي.
في حين رأى المدعي العام التركي، إن نقل القضية جاء “نظراً لكون المتهمين أجانب، فإنه لم يتم القبض عليهم بعد وبالتالي لم يتم أخذ إفاداتهم، ما أدى إلى عدم إحراز تقدّم في الملف”.
وكانت محكمة تركية بدأت في يوليو/ تموز 2020، محاكمة مسؤولين سعوديين غيابياً، بتهمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، في حادثةٍ فجرت غضباً دولياً ولطخت صورة الحاكم الفعلي للسعودية ولي العهد رسمياً محمد بن سلمان.
وقُتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول في أكتوبر/ تشرين الأول 2018 عندما ذهب لاستخراج أوراق لاتمام زواجه.
وقالت بعض الحكومات الغربية، وكذلك وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إنها تعتقد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمر بالقتل، وهو اتهام نفاه مسؤولون سعوديون.
وفي أول تعليق لها قالت الباحثة التركي، خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي إن “المدعي العام طلب بناءً على الطلب السعودي، نقل الملف إلى السعودية والانتهاء منه في تركيا. ستطلب المحكمة رأي وزارة العدل التركية”.
وأضافت، عبر حسابها في “تويتر” إنه “وضع نموذجي من حيث إظهار المعضلة التي تواجه الإنسانية في العصر الحديث. أي من الاثنين سوف نختار؟ الرغبة في العيش كإنسان فاضل أو بناء حياة من خلال جعل المصالح المادية فوق كل أنواع القيم”.
واعتبرت أن “هذا النظام، الذي يتم فيه طرح المصالح المادية كثيراً، سينفجر نفسه في النهاية. لأنه يتعارض مع الطبيعة البشرية”.
It is an exemplary situation in terms of showing the dilemma facing humanity in the modern era. Which of the two will we choose? To want to live like a virtuous human being or to build a life by holding material interests above all kinds of values. #justiceforjamal
— Hatice Cengiz / خديجة (@mercan_resifi) March 31, 2022
وتعتبر قضية خاشقجي من أبرز الملفات التي أدت إلى زيادة توتر العلاقات بين تركيا والسعودية، خلال العامين الماضيين.
وتزامن ذلك مع تصريح لوزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الذي أكد فيه وجود “خطوات مهمة في سبيل تطبيع العلاقات مع السعودية”.
وقال تشاووش أوغلو، حسب “الأناضول” اليوم الخميس، إن وزير الخارجية السعودية، فيصل بن فرحان بن عبدالله، أعلن في وقت سابق أنه يعتزم زيارة تركيا، لكن لم يتم التخطيط لهذه الزيارة بعد بسبب “الزخم الموجود في الحراك السياسي”.
وكان من المقرر أن يزور الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، السعودية، الشهر الماضي، في ظل جولته الخليجية التي زار فيها الإمارات العربية المتحدة، إلا أن الزيارة لم تجر دون توضيح الأسباب.