تركيا “متفائلة” بعد اجتماع موسكو .والنظام يحدد “مبادئ التطبيع”
عكست تصريحات المسؤولين الأتراك عقب اجتماع موسكو الرباعي، تفاؤلاً في المضي بتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، وصولاً إلى لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان مع بشار الأسد.
ووصف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الاجتماع، بأنه كان “بناءً ومثمراً”، وبوجود “تطابق تام” في محاربة “التنظيمات الإرهابية، مثل داعش وبي كي كي وواي بي جي”.
وفي تصريح للصحفيين عقب عودته إلى ولاية أنطاليا، قال أوغلو:”ناقشنا القضايا المتعلقة بإعداد البنية التحتية اللازمة معاً من أجل العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين”.
وأضاف أن العملية التي أطلقناها ستساهم في حل “الأزمة السورية”، ولهذا السبب نولي أهمية كبيرة لتقدم العملية السياسية وتمهيد السبيل لـ”المصالحة الوطنية”.
وأشار إلى أن “الاستقرار الذي سيحدث في الداخل السوري سيسهم في تعاوننا في مكافحة الإرهاب”.
من جانبه توقع المتحدث باسم “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، عمر جيليك، لقاء الرؤساء قريباً.
وقال في مقابلة مع قناة “CNNTURK“: “يبدو أننا اقتربنا من مرحلة التطبيع (مع نظام الأسد) واجتماع القادة بخصوص الملف السوري”.
وأضاف أنه بمجرد الانتهاء من مرحلة التطبيع ولقاء القادة “ستعمل آليات عودة اللاجئين بشكل أسرع أيضاً”.
وشهدت العاصمة الروسية (موسكو) أمس الأربعاء، اجتماعا رباعياً ضم وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا ونظام الأسد.
ويعتبر الاجتماع الأول رسمياً بين وزير خارجية تركيا والنظام منذ 12 عاماً، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
واتفق الوزراء على إعداد “خارطة طريق”، و”تكليف نواب وزراء الخارجية بإعداد الخارطة لتطوير العلاقات بين تركيا وسورية، بالتنسيق مع وزارات الدفاع والاستخبارات للدول الأربع”.
وتحدث البيان الختامي، عن الالتزام “بسيادة سورية ومحاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره”، و”تسهيل ضمان عودة اللاجئين السوريين بشكل آمن وطوعي”.
من جانبه وصف وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الاجتماع بأنه كان إيجابياً وخطوة إلى الأمام.
وقال في تصريحات قبل مغادرته موسكو، إن “الاجتماع كان خطوة إلى الأمام، وتم فيه التقدم في تقريب وجهات النظر بين سورية وتركيا”.
مبادئ النظام للتطبيع
في المقابل طرح وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد، عدة مبادئ للمضي في مسار التطبيع مع تركيا، أولها الانسحاب التركي من سورية.
وقال المقداد في كلمته خلال الاجتماع، إن “الهدف الأساسي لسورية هو إنهاء الوجود العسكري غير الشرعي على أراضيها بكل أشكاله، بما فيه القوات التركية”.
وأضاف أنه “من دون التقدّم في هذا الموضوع، سنبقى نراوح في مكاننا ولن نصل إلى أي نتائج حقيقية”.
ورد المقداد على تصريحات سابقة لوزير الخارجية التركي، بأن انسحاب القوات التركية سيترك فراغاً تستغله “التنظيمات الإرهابية”.
وأوضح وزير خارجية النظام “أن ما نطلبه هو أن يكون هناك إقرار علني واضح من تركيا بأنها ستسحب قواتها من سورية، وعليه يتم الاتفاق على الخطوات العملية لتنفيذ ذلك بشكل منظم ومنسّق ومتفق عليه”.
وأشار إلى أن تصريحات المسؤولين الأتراك حول عدم وجود أطماع لأنقرة في الأراضي السورية، معلقاً على ذلك “لكن للأسف حتى الآن لم نشهد أي تطبيق عملي أو إرادة تركية بهذا الاتجاه”.
وأعرب عن أمله من تحقيق تقدم ملموس في الاجتماع من جانب تركيا “لكي نخرج من دائرة الأقوال إلى الأفعال”.
كما أشار إلى مبادئ أخرى، وهي “الالتزام الكامل والحقيقي بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها أرضاً وشعباً، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وضرورة العمل على احترام وتطبيق هذا المبدأ على أرض الواقع”.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد تحدث في آب/أغسطس الماضي، عن لقاء قصير مع فيصل المقداد، وحصل في تشرين الأول/أكتوبر 2021 على هامش قمة دول عدم الانحياز في بلغراد، لكن لقاء موسكو أمس، يعتبر الأول من نوعه رسمياً بين الجانبين منذ سنة 2011.