تركيا والسعودية.. “الاقتصاد” يهيمن على أجواء ما بعد زيارة أردوغان
هيمن حديث الاقتصاد على كلمات الرئيس التركي، رجب طيب أردغان، بعد عودته من الزيارة التي أجراها قبل يومين إلى المملكة العربية السعودية.
وقال أردوغان للصحفيين، اليوم السبت: “اتفقنا على إعادة تفعيل إمكانات اقتصادية كبيرة مع المنظمات التي ستجمع مستثمرينا مع المملكة العربية السعودية”.
وأضاف: “المملكة العربية السعودية هي أحد المرشحين لمعرض إكسبو 2030. أعلنا أننا، كتركيا، سندعمهم في معرض إكسبو 2030 الذي سيعقد في الرياض”.
ولم يتطرق الرئيس التركي إلى أي سياقات سياسية سواء تلك التي عاشتها أنقرة والرياض خلال السنوات الماضية، أو التي قد تنعكس على المرحلة المقبلة.
لكنه أشار إلى أنه “يتعين علينا الدخول في مرحلة جديدة مع الدول التي نتقاسم معها نفس المعتقدات والأفكار. إنها مرحلة كسب أصدقاء لا خلق أعداء”.
وكان أردوغان قد وصل إلى السعودية، قبل يومين في زيارة هي الأولى له منذ توتر علاقات بلاده معها، في أعقاب حادثة مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي في السفارة السعودية بإسطنبول.
وخلال لقائه مع العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد محمد بن سلمان أعرب الرئيس التركي عن ثقته بأن زيادة التعاون مع السعودية “في مجالات التكنولوجيا والصناعات الدفاعية سيصب في مصلحتنا المشتركة”.
وأشار إلى أن تركيا “ستحاول إطلاق حقبة جديدة وتعزيز كافة الروابط السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية” مع السعودية، مضيفاً “آمل أن توفّر هذه الزيارة فرصة لتعزيز العلاقات القائمة على الثقة والاحترام المتبادلين”.
“الاقتصاد بالأرقام”
وقبل مقتل خاشقجي والأزمة المتعلقة بحادثة السفارة، كانت الاستثمارات السعودية في تركيا قد بلغت نحو ملياري دولار.
بينما كانت تقدر استثمارات تركيا في السعودية بنحو 660 مليون دولار.
وكانت أكثر من 200 شركة تركية تعمل في السعودية، وفقاً لوزارة الخارجية التركية.
في حين اشترى مواطنون سعوديون أكثر من 3500 عقار في تركيا، قبل عام من قتل خاشقجي وتحديداً عام 2017.
وفي الربع الأول من العام الحالي وبالتزامن مع التمهيد لإعادة تطبيع العلاقات زادت التجارة بين البلدين بنسبة 25 بالمئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وبحسب بيانات معهد الإحصاء التركي (TUIK)، بلغت واردات تركيا من السعودية 693 مليوناً و 945 ألف دولار في أول شهرين من عام 2022، فيما بقيت الصادرات عند مستوى 20 مليوناً و 442 ألف دولار.
إلا أن الصادرات ارتفعت إلى 58 مليون دولار في مارس/ آذار، لتصل في الأشهر الثلاثة الأولى إلى 78 مليون دولار.
وبلغت صادرات تركيا للسعودية في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي 74 مليوناً و 834 ألف دولار، بينما بلغت قيمة الواردات في الشهرين الأولين من العام الماضي 313 مليوناً و 739 ألف دولار.