تشهد العاصمة الروسية موسكو يوم غد الثلاثاء اجتماعاً رباعياً بين تركيا والنظام السوري وروسيا وإيران على مستوى رؤساء الاستخبارات ووزراء الدفاع، وهو الثاني من نوعه من انطلاق عملية “بناء الحوار”.
وجاء الإعلان عن الاجتماع المرتقب على لسان وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، اليوم الاثنين، إذ قال للصحفيين: “استمراراً لاجتماع ديسمبر تتواصل استعداداتنا لاجتماع يحضره وزراء الدفاع ورؤساء المخابرات غداً الثلاثاء”.
وأضاف وفق وكالة “الأناضول“: “هدفنا هو حل المشاكل من خلال المفاوضات وإحلال السلام والهدوء في المنطقة في أسرع وقت ممكن”.
وأوضح أن تركيا تتوقع “حدوث بعض التطورات الإيجابية بعد الاجتماع، ونحن كوزارة تركية نبذل قصارى جهدنا للمساهمة في السلام الإقليمي”.
ويستبق الاجتماع الثاني لرؤساء الاستخبارات ووزراء الدفاع اللقاء على مستوى وزراء الخارجية، والذي من المقرر أن يعقد في موسكو أوائل شهر مايو/أيار المقبل، بحسب ما أعلن مولود جاويش أوغلو مؤخراً ومسؤولين روس.
كما يأتي لقاء الثلاثاء في أعقاب اجتماع الرباعي على مستوى نواب وزراء الخارجية في العاصمة موسكو أيضاً.
وأشار أكار في سياق حديثه للصحفيين إلى أن “تركيا عازمة على محاربة الإرهاب، وأنها لا ترغب في هجرة إضافية، وتهدف إلى ضمان عودة السوريين في تركيا إلى أراضيهم ومنازلهم طواعية وآمنة واحترام بعد استيفاء الشروط اللازمة”.
وقال: “بالإضافة إلى هؤلاء، لدينا إخوة وأخوات سوريون معاً، سواء في تركيا أو في سوريا. ولا جدال في أن نتخذ أي موقف أو قرار من شأنه أن يضعهم في مأزق”.
وتابع: “فليرتاحوا. هذا الموقف يجب أن يعرفه الجميع ويتصرف بناء على ذلك. نحن نتبع سياسة واضحة جدا في هذا الصدد”.
“3 مبادئ وأولويات”
وقبل أسبوع حدد الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن 3 أولويات ومبادئ لبلاده فيما يتعلق بسورية، في وقت تتجه الأنظار إلى الخطوة التالية من عملية “بناء الحوار” مع النظام السوري.
وقال قالن في مقابلة نشرت نصها وسائل إعلام إن الأولوية الأولى لأنقرة هي “ضمان أمن الحدود ومكافحة الإرهاب، أياً كان اسمه، سواء حزب العمال الكردستاني أو حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب”.
وتتعلق ثاني الأولويات بـ”عودة اللاجئين”، وأضاف قالن أن هذا المسار يجب أن “يكون طواعية وعن طيب خاطر وآمن”.
وتابع: “هؤلاء هم بشر أيضاً. جاؤوا هاربين من الحرب، لكن بالطبع لن يبقوا هنا إلى الأبد”.
ووفق الناطق باسم الرئاسة يأتي تنفيذ العملية السياسية الخاصة بالملف السوري كأولوية ثالثة، مشيراً: “عندما تنضج الأوضاع في الجانب السوري، وعندما تتهيأ بيئة أمنية وتتهيأ الظروف على صعيد الأمن البشري والأمن الاقتصادي معاً يبدأ هؤلاء في العودة”.
“على مراحل”
وتم أول اتصال ثنائي رفيع المستوى بين أنقرة ونظام الأسد منذ انطلاقة الثورة، في 28 ديسمبر 2022، بلقاء وزير الدفاع، خلوصي آكار ورئيس الاستخبارات، حقان فيدان مع وزير دفاع الأسد، علي محمود عباس ورئيس استخباراته، حسام لوقا في موسكو.
وبعد هذا الاجتماع الأول، ظهر اتفاق لتطوير “الحوار التركي السوري”، بطريقة تتناول العلاقات السياسية أيضاً.
ونتيجة للاتصالات التي أجريت في يناير/كانون الثاني الماضي، تم وضع خطة لوزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا للاجتماع في شكل ثلاثي في فبراير/شباط.
لكن هذا الاجتماع تأجل إلى أجل غير مسمى بسبب رغبة إيران في المشاركة في العملية والضغط على الأطراف في هذا الاتجاه، ثم زلزال 6 فبراير الذي ضرب تركيا وسورية.
ومنذ تلك الفترة لم يطرأ أي جديد حتى عقدت الأطراف الأربعة اجتماعاً في موسكو، قبل أسبوع، وضم نواب وزراء خارجية تركيا والنظام وروسيا وإيران.