تعرف إلى محمود..السوري الذي أنقذ سيدة تركية من تحت الأنقاض
نشر سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام هوية الشاب السوري “محمود”، الذي أنقذ سيدة تركية أول أمس الجمعة من تحت الأنقاض، بعد الزلزال الذي ضرب ولاية ألازيغ شرقي تركيا.
وبحسب ما ذكرت صحيفة “زمان الوصل” اليوم الأحد، فإن الشاب السوري اسمه “محمود عبد الباسط عثمان”، ويبلغ من العمر 22 عاماً، وينحدر من مدينة كرناز في ريف حماة الشمالي.
وروى الشاب تفاصيل إنقاذ السيدة التركية، قائلاً إن المبنى الذي تعرض للهدم جراء الزلزال في ولاية ألازيغ، يطلق عليه “مجمع سورسورو”، وهو مؤلف من أربعة طوابق.
وأضاف الشاب أنه دخل إلى البناء المهدم في أثناء مروره بالقرب منه، “وكان بيده جواله يضيء به الطريق لأن المكان كان معتماً، وسمع صوت أنين امرأة وبجوارها زوجها”.
وتابع الشاب: أنه نادى “بعض الشباب الذين كانوا في الخارج لمساعدته في إنقاذ الزوجين وإزالة الركام عنهما، مشيراً إلى أنه مع رفاقه أخرجوا الزوج أولاً، إذ لم يكن فوقه سوى بضعة ألواح خشبية، أما الزوجة فكانت عالقة تحت ركام الإسمنت لأن أحد جدران المبنى وبعض أغراض إحدى الشقق سقطت عليها”.
وبعد رفع الأنقاض عن السيدة، نزل الشاب محمود إليها، بحسب قوله، “فكانت قدماها لا تزالان عالقتين تحت الركام فبدأ بنبش الركام عنهما”.
وتحدث الشاب أن المرأة الخمسينية كانت تفقد وعيها كل حين ثم تستعيده، إلى حين إخراج قدميها من تحت الركام، وحينها جاء عناصر الإنقاذ التركي وحملوها إلى سيارة الإسعاف.
Posted by يوسف ملا Yusuf mohamad on Sunday, January 26, 2020
وانتشر تسجيل مصور لسيدة تركية عبر منصات التواصل الاجتماعي، في اليومين الماضيين، في أثناء خضوعها للعلاج بأحد مستشفيات ولاية ألازيغ، تحدثت فيه عن شاب سوري يدعى محمود أنقذ حياتها من تحت الأنقاض، بعد الزلزال الذي ضرب الولاية.
وقالت السيدة في التسجيل المصور: “في حين سقط على قدم زوجي باب خشبي، بقيت أنا محاصرة بين جدران المنزل المهدم جراء الزلزال”.
وأضافت: “الشاب محمود، الذي أنقذ حياتي، هو من السوريين الذين نلومهم في كل شيء، لقد حفر بأصابعه الأنقاض إلى أن أخرجني من تحتها”.
وتابعت حديثها قائلة: “لن أنسى ذلك الشاب ما دمت على قيد الحياة، وسأبحث عنه أينما كان بعد خروجي من المستشفى”.
وبحسب السيدرة التركية: “محمود شاب مدني، وليس من طواقم الإنقاذ التابعة لآفاد (رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية)، ورغم ذلك نجح في إخراجي من تحت الأنقاض بأصابعه التي تمزقت من الحفر”.
Suriyeli Mahmut’a kurban ol ümit #Suriyeli_Mahmut pic.twitter.com/7nWfFKh5vf
— Bahaa Aoosh (@bahaax22) January 26, 2020
وعقب انتشار التسجيل المصور عبر منصات التواصل الاجتماعي تصدر هاشتاغ “#suriyeli_mahmut” الوسوم الأكثر تداولاً في تركيا.
وحتى اليوم ما يزال الهاشتاغ متصدراً في تركيا، ووصل أمس السبت إلى أكثر من 32 ألف تغريدة.
#Suriyeli Mahmut da defolsun mu?#Deprem #Elazığ #Malatya pic.twitter.com/Zxiqibdfdc
— Umut Mürare (@umutmurare) January 25, 2020
ووجه الشاب محمود، في أثناء حديثه لصحيفة “زمان الوصل” رسالة للأتراك، “مذكّراً إياهم بأن ما حصل جراء الزلزال وتهدم المباني فوق رؤوس قاطنيها وخروج الناس من تحتها ما بين حي وميت هو حادث طارىء في تركيا، بينما هناك على بعد مسافة قريبة، يحصل هذا الأمر بشكل يومي ويعيش الناس نفس الحدث والمعاناة بشكل متكرر جراء قصف الأسد والروس”.
وأعرب الشاب “عن أمله بأن ينظر الأتراك إلى حال السوريين اللاجئين إلى بلادهم بعين الرحمة والرأفة، وأن لا يستقووا عليهم أو يستغلوهم”.
ولجأ “محمود” إلى تركيا عام 2018، وبعد أن عمل بشكل حر لمدة عام وتمكن من تأمين الكيملك ونفقات وتكاليف الدراسة التحق بكلية الهندسة الميكانيكية في جامعة الفرات- فرع Elazığ.
وأثنى الكثير من المواطنين الأتراك، وعلى رأسهم وزراء ومسؤولون، بشجاعة “الشاب محمود”، بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول، أمس، والتي أفردت تقريراً خاصاً للحديث عن قصة “محمود”، والذي كانت هويته غير معروفة في الساعات الماضية.
وكانت ولاية ألازيغ قد تعرضت لزلزال، يوم الجمعة الماضي، بقوة 6.8 على مقياس ريختر.
وتلت الزلزال هزة ارتدادية بعد نحو 13 دقيقة بقوة 5.4، وبحسب إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD)، في بيان لها فجر السبت، فإن حصيلة ضحايا الزلزال وصلت حتى الآن إلى 20 شخصاً.
وبلغ عدد المصابين ألفاً و15 شخصاً، في ولايات: ألازيغ، وملاطيا، وديار بكر، وأديامان، وباطمان، وكهرمان مرعش، وشانلي أورفا، بحسب “AFAD”.
“Biz Suriyelilere taş atıyoruz ya, Mahmut isimli Suriyeli bir çocuk tırnaklarıyla toprağı kazıya kazıya elleri paramparça bizi enkaz altından çıkardı. O çocuğua asla unutamam."#Suriyeli_Mahmut @multecilerorgtr @multecihakder @humanmovieteam_ pic.twitter.com/jH6dHKCX4q
— M.Fatih KURTULAN (@mfthkrtln) January 26, 2020