تفاصيل حرائق الساحل السوري..ماذا خسرت المنطقة؟..من المسؤول والمستفيد؟
انطفأت حرائق الساحل السوري التي امتدت نحو أسبوعين، وبدء معها احصاء الخسائر التي تبدو وفق تأكيد الكثير من أهالي الساحل، أكبر بكثير من كونها مجرد حرائق موسمية اعتادوا عليها.
وفي تفاصيل المعلومات المتوفرة حول هذه الحرائق، أحصت مديرية زراعة اللاذقية بحكومة النظام، 56 حريقاً زراعياً وحراجياً خلال عشرة أيام فقط ، كان أخطرها حريقي البسيط ومحمية الأرز والشوح.
وتحدثت مديرية زراعة اللاذقية عن احتراق 300 هكتار من الأراضي الزراعية والغابات، فيما نقلت مصادر إعلامية عن موظفين في دائرة الحراج في اللاذقية تأكيدهم أن الرقم أعلى بكثير من المعلن، ويصل إلى أكثر من 1100هكتار.
تفاصيل الحرائق
وتأثرت السفوح الشرقية لغابات الساحل السوري بشكل كبير، إذ امتدت نيران الحرائق منها إلى سهل الغاب؛ حيث نقلت صحيفة” الوطن” الموالية للنظام، عن “أوفى وسوف”، مدير “الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب” قوله، إن التقديرات الأولية تشير إلى أن النيران “طالت 20 ألف دونم من الحراج الطبيعية والأشجار المثمرة في المنطقة”.
وامتدت أماكن الحرائق هذا العام في معظم ريف اللاذقية بدءاً من كسب والفرلق، وصولاً إلى ريف الحفة والقرداحة، مروراً بقرى ريف جبلة الشرقي وحتى بانياس وطرطوس، وتسببت بنزوح مدنيين عن منازلهم وخسارة فلاحين لأراضيهم الزراعية.
وبالحديث عن خسائر هذه الحرائق وتأثيرها نقل مسؤول “لجان التنسيق المحلية” في مدينة جبلة أبو يوسف جبلاوي عن مصادر في فوج اطفاء اللاذقية قولها، إن هذه الحرائق أدت لخسارة المحمية الأكبر في سورية لأشجار الشوح والأرز بشكل شبه كامل، كما دمرت غابات عمرها مئات السنين وأصبحت مناطق بكاملها جرداء نتيجة ذلك، ومنها غابات الصلنفة التي تعتبر معلماً سياحياً، بالإضافة إلى غابات كثيفة في ريفي الحفة والقرداحة.
وأضافت المصادر أن مئات المزارعين أيضاً خسروا أشجارهم الزراعية، ومعظمها أشجار مثمرة عمرها عشرات السنين لاسيما في كسب وريف جبلة، مشيراً في الوقت ذاته أن حكومة النظام بصدد إجراء تقييم للخسائر وتعويض المزارعين وفق قوله.
من المستفيد؟
من جانب آخر أثار إعلان النظام، حول القاءه القبض على بعض الأشخاص بحجة أنهم المتسببين بـ “دون قصد” بالحرائق، سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما أن هذه الحرائق أصبحت موسمية.
وبالحديث عن الأسباب الحقيقة لهذه الحرائق رأى أبو عبد الرحمن، وهو مزارع في مدينة جبلة، أن جميع المعطيات تشير إلى طبيعتها البشرية سواء قصداً أو من خلال الاهمال.
وحول احتمالية استفادة جهاتٍ أو أشخاص من هذه الحرائق، ألمح المتحدث إلى أنه في حرائق سنوات سابقة فإن “البعض من الأماكن المحروقة تحول كما علمنا إلى مناطق استثمار عقاري بعد عدة أشهر من الحرائق”، مشيراً إلى أنه “لا يخفى على أحد أن كبار تجارة الفحم في الساحل أشخاص متنفذون ومقربون من عائلة الأسد ويحصلون بعد الحرائق على مناقصات إزالتها والاستفادة منها”.
انتقادات لـ “الحليف” وتهكم على النظام
من جانب آخر برزت خلال فترة الحرائق، انتقادات واسعة للنظام بسبب تقصيره وضعف امكانيات تطويق الحرائق، قبل أن تخرج عن السيطرة، لاسيما في ظل عدم مشاركة الطائرات المروحية، وقلة عدد سيارات الإطفار المشاركة في بداية انتشار الحرائق.
كما طال “الحليف الروسي”، انتقادات واسعة محلياً، بسبب عدم مشاركته في اطفاء الحرائق المشتعلة في المنطقة، رغم مساهمته سابقاً في اطفاء الحرائق في دول مجاورة.
وتشير أرقام وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي إلى أن الحرائق قضت عبر سنوات الحرب بين 2010- 2018 على أكثر من ربع مساحة غابات البلاد أي قرابة 10200 هكتار، حيث جاوز عدد الحرائق المسجلة 3400 حريق خلال هذه الفترة.