لم تُخرج السلطات الروسية للعلن أي تفاصيل أو إجابات حول مصرع قائد مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين، حتى اللحظة، باستثناء إعلانها رسمياً أنه كان على متن الطائرة المنكوبة التي تحطمت في موسكو.
إذ أظهرت اختبارات الحمض النووي التي أجراها الطب الشرعي أنها متوافقة مع بريغوجين وقادته المقربين، بعد تضارب الأنباء حول مصيرهم.
واتجهت الأنظار مؤخراً نحو نوع العقوبة التي سيفرضها بوتين على قائد “فاغنر”، بعد التمرد الذي أعلنه ضد الجيش الروسي وكبار قادته في يونيو/ حزيران الماضي، وسط اتهامات غربية لبوتين بالوقوف وراء حادثة تحكم الطائرة ومقتل بريغوجين.
تفاصيل سورية قبل الحادثة
في تقرير لها، اليوم الاثنين، نقلت شبكة “CNN TURK” عن الصحفي الاستقصائي الروسي، أندريه زاخاروف، قوله إنه بعد التمرد العسكري في 24 يونيو/ حزيران الماضي، التقى فلاديمير بوتين وزعيم مجموعة “فاغنر” مرتين على الأقل.
وفي الاجتماع الثاني، عرض بوتين على صديقه القديم شرطاً مفاده أن بريغوجين “يمكن أن يكون مهتماً بالأراضي البعيدة مثل سورية وأفريقيا، ولكن لا ينبغي له أن يتدخل في الشؤون الداخلية لروسيا وأوكرانيا”.
وجاء في التقرير أنه بالرغم من أن الرئيس الروسي بوتين منح رئيس “فاغنر” الإذن بالعمل في الخارج، إلا أن وزارة الدفاع الروسية منعت تحركات المجموعة في سورية وإفريقيا.
وأضاف أن نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكوروف، كان في سورية قبل وقت قصير من تحطم الطائرة.
وعقب الزيارة المذكورة، طلب النظام السوري من مرتزقة مجموعة “فاغنر” مغادرة البلاد بنهاية شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، وفق الشبكة.
مشيرة إلى أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لم يتوقف عند هذا الحد، بل حاول منع الطائرات التي تستخدمها مجموعة “فاغنر” من الهبوط في دمشق.
وطلب شويغو من وزير الخارجية سيرغي لافروف إصدار الأمر المذكور عبر السفارة الروسية في دمشق، بحسب الصحفي الاستقصائي زاخاروف.
وبالتالي، فإن الطائرات المخصصة لمجموعة “فاغنر” من قبل وزارة الدفاع في جمهورية أفريقيا الوسطى لن تكون قادرة على استخدام الأجواء السورية.
علاوة على ذلك، تم بالفعل منع “فاغنر” من استخدام الطائرات الروسية لتوصيل الذخيرة والمرتزقة.
وكذلك توجه نائب وزير الدفاع الروسي من سورية إلى ليبيا، وأجرى اتصالات مماثلة مع الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
والتقى يفكوروف مع “أمير الحرب” في ليبيا خليفة حفتر، وعرض استبدال مجموعة “فاغنر” بوحدات من الجيش الروسي في حالة الطرد.
ما مصير “فاغنر”؟
وبحسب الصحافي زاخاروف، لا توجد حالياً صورة واضحة لما ستفعله وزارة الدفاع الروسية مع مرتزقة مجموعة “فاغنر”.
مشيراً أنه من المتوقع أن يتم نقل جنود “فاغنر” إلى الجيش الروسي.
لكن مصادر صحفية قالت لـ “CNN TURK” إن وجود “فاغنر” في سورية وإفريقيا، لا يعني الوحدات العسكرية فحسب، بل يشمل عقوداً للنفط والغاز الطبيعي واستخراج الذهب.
ووفقًا للصحفي الاستقصائي، كان الكرملين بحاجة إلى تدمير بريغوجين، وفي الوقت نفسه الحصول على كل شيء ذي قيمة.
وعلى المدى المتوسط، يبدو من غير المرجح أن تتأثر عمليات “فاغنر” بشكل كبير بوفاة زعيمها بريغوجين.
لكن على المدى الطويل، يبدو أن عملياتها ستتحول إلى شيء جديد، حسبما قالت الباحثة إميلي فيريس لشبكة “BBC” قبل أيام.
وتضيف: “على الأرجح أن مجموعة فاغنر سوف تنقسم إلى قسمين، مع حل التجمعات المتبقية التي لا قيادة لها في بيلاروسيا، وتحول الفصيل الآخر النشط في الخارج إلى شيء آخر يمكن أن يكون أداة للسياسة الخارجية الروسية”.
أما بالنسبة لإرث بريغوجين، فقال برينغر إن فاغنر “أظهر للكرملين كيف يمكن لجيش خاص غامض، قادر على العمل خارج نطاق القانون تماماً، أن يكون مفيداً في حروبه الهجينة، فضلاً عن اكتساب النفوذ في الخارج”.
“قد يختفي اسم فاغنر، لكن ليس المرتزقة في الميدان والطريقة التي ابتكرها”، حسب ذات المتحدث.