تقرير: 1.2 مليون شخص تعرضوا للتعذيب في سجون الأسد
تعرض قرابة 1.2 مليون مواطن سوري للتعذيب في سجون وأفرع نظام الأسد، خلال 11 عاماَ، حسب تقرير صادر عن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، بمناسبة اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب الذي يصادف، اليوم الأحد.
وقالت الشبكة، إن “قرابـة 1.2 مليـون مواطـن سـوري خضـع لاعتقـال تعسـفي/ إخفـاء قسري، ولشكل من أشكال التعذيب، لأنه لا يكاد يوجد معتقل لم يخضع لأحد أساليب التعذيب”.
إضافة إلى داخل السجون، فإن عمليات التعذيب تركزت ضمن مراكز الاحتجاز بشكل رئيس، ونقاط التفتيش أو أثناء عمليات الاقتحام، عبر قيام قوات الأسد باحتجاز الضحية، إضافة إلى تعرض المعتقلين للتعذيب داخل المستشفيات العسكرية، بعد نقلهم إليها لإصابتهم بحالات صحية مزمنة.
وحسب التقرير، يمارس “أفراد من الكوادر الطبية الموجودين في هذه المستشفيات، أساليب مـن التعذيـب قـد تفضـي إلـى المـوت”، وبلغت عمليات التعذيب ذروتها أثناء التحقيق، بهدف “انتــزاع اعترافــات، وتثبيتهــا ضــد المعتقــل، وإصــدار أحـكام مـن المحاكـم الاسـتثنائية”.
وطالت عمليات التعذيب كافـة المعتقليـن، بمـن فيهـم النسـاء والأطفـال والكهـول والمرضـى وذوي الاحتياجـات الخاصـة، ولـم تستثن أحد.
وأشار تقرير الشبكة الحقوقية، إلى أن عمليات التعذيب تزامنت مع إهمال صحي متعمد للمعتقلين عبر وضعهم في زنزانات ضيقة، ما أدى إلى وفيات شبه يومية.
ووثقت الشبكة مقتل 14685 شخصاً تحت التعذيب، منذ مارس/ آذار 2011 حتى يونيو/ حزيران 2022، بينهم 181 طفلاً و94 سيدة (أنثى بالغة)، والغالبية العظمى منهم قتلوا داخل سجون الأسد.
وأكدت في سياق متصل، أن النظام استخدم 72 أسلوباً في تعذيب المعتقلين، أبرزها التعذيب الجسدي مثل التعذيب باستخدام المياه الساخنة أو الإغراق والخنق، إضافة إلى استخدام الكهرباء، واستخدام النار والمواد المشتعلة.
كما وثقت الشبكة، استخدام نظام الأسد لأساليب “الحرق بالزيت والبارود واللهب والمبيدات الحشرية”، إضافة إلى “التعذيب عبر العنف الجنسي والتعذيب في المشافي العسكرية، والإهمال الصحي وأعمال السخرة”.
ونوهت الشبكة، إلى أن النظام وضع “قوانين” تسمح بالتعذيب، وتمنع محاسبة المجرمين، وتعطي حصانة تامة من الملاحقة القضائية للذين ينفذون أوامره، ورأت أن نظام الأسد “شديد المركزية، ولا يمكن أن يعذب عشرات آلاف المعتقلين، ويقتل منهم آلاف، دون أوامر مباشرة من رأس الهرم، وهو رئيس الجمهورية”.
وفي هذا الإطار، قال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، إن “التعذيب في سورية، يمارس بذات الوتيرة والمنهجية منذ عام 2011، ولا يوجد لدينا اعتقاد أو أمل بأنه سوف يتوقف من قبل النظام السوري أو بقية أطراف النزاع، دون تغيير سياسي للقيادات الموجودة التي لم تقم بأية عملية تحقيق أو محاسبة جدية للمتورطين في عمليات التعذيب”.