تقرير: إيران توسع نفوذها العسكري في سورية
قالت صحيفة “الشرق الأوسط“، إن الحرس الثوري الإيراني وميليشيات موالية، بينها “حزب الله” اللبناني، و”لواء فاطميون” الأفغاني، “والنجباء”، و”عصائب الحق” العراقيين، عززوا تواجدهم في نحو 120 موقعاً ومقراُ عسكرياُ في مناطق ريف حمص الشرقي، وبادية حماة، ويادية الرقة ودير الزور.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الخميس، أن هذه المواقع تعززت مؤخراً بنحو 4500 عنصر من الميليشيات الموالية لإيران، وبأعداد من منصّات الصواريخ والأسلحة الثقيلة، والطائرات المسيّرة وأجهزة اتصالات.
ونوهت في هذا الإطار، إلى استيلاء الميليشيات المدعومة من طهران مؤخراً، على مستودعات مهين الاستراتيجية شرق حمص، عقب توسع نفوذها في مطار النيرب العسكري في محافظة حلب، على حساب القوات الروسية وقوات النظام، كما أنشأت معسكرات لتدريب من تصفهم بـ”المتطوعين” السوريين.
استيطان إيراني
ووفق الصحيفة، فإن اتفاقاً جرى مطلع العام الحالي، بين قادة عسكريين في الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، وقياديين من الحرس الثوري، على إنشاء نحو 11 مقراً قيادياً، يترأسها ضباط وخبراء عسكريون من الطرفين.
وتتوزع هذه المقار، في مناطق حسياء وتدمر ومهين والقريتين والسخنة والكم والطيبة، شرقي حمص، ومناطق سلمية والسعن وأثريا والشيخ هلال، شرقي حماة”.
وتابعت الصحيفة نقلاً عن مصادرها: “عقب الاتفاق وإنشاء المقرات القيادية في شرقي حمص وحماة، بدأت الميليشيات الموالية لإيران، ومنها فاطميون، وحركة النجباء وعصائب أهل الحق، وحزب الله، وقوات تابعة للفرقة الرابعة في قوات النظام السوري، بالانتشار في المناطق الممتدة من منطقة حسياء جنوب شرقي حمص، مروراً بمناطق مهين والقريتين وتدمر والسخنة، وصولاً إلى مناطق جب الجراح في ريف حمص، ومناطق السلمية وأثريا والشيخ هلال شرقي حماة”.
ولفتت إلى “تزامن انتشار الميليشيات الموالية لإيران والفرقة الرابعة مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وبدء انسحاب القوات الروسية من بعض المواقع العسكرية في شرقي حمص، وانسحابها مؤخراً من مستودعات مهين وتسليمها للحرس الثوري الإيراني وحزب الله”.
وتزامنت هذه المعلومات، مع تحذيرات إسرائيلية من “استيطان إيراني زاحف ونشر واسع لأفكار شيعية أو علوية”، وذلك وفق دراسة حول الأوضاع في سورية أعدتها شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، وذكرت فيها أن “هذا الاستيطان يقترب من حدود إسرائيل في الجزء الشرقي من الجولان”.
رفض للوجود الإيراني
وكان موقع “فرات بوست” الذي يُعنى بأخبار الشرق السوري، قد أكد بأن الميلشيات الإيرانية، أجرت تدريبات عسكرية في بادية الميادين يومي الخميس والجمعة الماضيين.
ونوه الموقع، إلى أن التدريبات المشتركة كانت لمقاتلين أجانب من الحرس الثوري وميليشيات فاطميون وزينبيون، وجرت في منطقتي معسكر المزارع بمحيط مدينة الميادين، تزامناً مع تدريبات بنفس التوقيت في مقالع الهراطة ببادية مدينة العشارة شرق المحافظة.
وتأتي هذه التطورات الميدانية، في الوقت الذي شهدت فيه دير الزور خلال الأيام الماضية، استنفاراً للأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد والميليشيات الموالية له، وذلك على خلفية انتشار عبارات مناوئة لإيران وروسيا على جدران الأبنية بمدينة دير الزور.
وتضمنت بعض الصور، عبارات “إيران عدو الشعب السوري” و”لا للتغير الديموغرافي في سورية”، لتعمد الأجهزة الأمنية إلى مسح تلك العبارات، ونشر دوريات وحواجز متنقلة في شوارع المدينة.
وتركز إيران من تواجدها العسكري مع ميليشيات أجنبية مدعومة من قبلها في الشرق السوري، خاصة محافظة دير الزور، إضافة إلى محيط دمشق وأرياف حلب وحمص وحماة.
وتحاول إيران في محافظة دير الزور، بسط نفوذها العسكري، مع محاولة استمالة سكان المنطقة، عبر العديد من الأنشطة الثقافية والتربوية، والأعمال الإغاثية وتوزيع السلال الغذائية.
وتعتبر مدينتا البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي، من المناطق التي تلقى اهتماماً خاصاً من طهران، نظراً لموقعها الجغرافي المحاذي للحدود العراقية، وتسيطر بداخلهما على أحياء كاملة، حصرت دخولها والسكن فيها لعناصر من قواتها وميليشياتها مع عائلاتهم.