تقرير: انتهاكات جسيمة في “مخيمات الأرامل” شمال غربي سورية
قالت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية إن “مخيمات الأرامل” الواقعة في مناطق نائية شمال غربي سورية، تشهد انتهاكات “جسيمة” بحق نساء وأطفال يعيشون داخلها.
ونقلت الصحيفة عن منظمة “World Vision” غير الحكومية، أمس الاثنين، أن النساء والأطفال يواجهون مستويات مزمنة ومرتفعة من العنف والاكتئاب، مشيرةً إلى أن بعض النساء يضطرون للانخراط في “الجنس من أجل البقاء”، حسب التقرير.
وبنت المنظمة بياناتها على مقابلات مع 419 شخصاً في 28 مخيماً شمال غربي سورية، جميعهم من النساء العازبات (أرامل أو مطلقات) وأطفالهن، حيث قالت واحدة من كل أربع نساء تقريباً إنهن شهدن اعتداءات جنسية في المخيم على أساس يومي أو أسبوعي أو شهري، فيما قال 9% من المستطلعين إنهم تعرضوا للإيذاء الجنسي.
وأضافت أنه “لا يُسمح للنساء بمغادرة المخيمات بحرية، وبسبب عدم تمكنهم من البحث عن عمل مدفوع الأجر أو إعالة أسرهم، يجد البعض أنه (لا خيار أمامهم) سوى الانخراط في ما يسمى بالجنس من أجل البقاء”.
وبحسب الاستطلاع فإن 34% من الأطفال في تلك المخيمات تعرضوا لمرة أو أكثر لشكل من أشكال العنف، و2% تزوجوا وهم في سن مبكرة.
وأضاف التقرير أن عمالة الأطفال مستشرية بشكل كبير، حيث يُجبر 58% من الأولاد و 49% من الفتيات في سن 11 عاماً أو أكثر على العمل.
وحول الرعاية الصحية، قال التقرير إن الأطفال والنساء في “مخيمات الأرامل” يتعرضون للإهمال الشديد والإساءة والإجبار على العمل بينما تكون الأمهات على وشك الانهيار نفسياً، وتقول أكثر من 80% من النساء إنهن لا يتلقين رعاية صحية كافية و95% عبّرن عن شعورهن باليأس.
من جانبها، قالت ألكسندرا ماتي، العاملة في منظمة World Vision”، “إننا نرى العالم، وبحق، يعرب عن تضامنه مع ضحايا الصراع في أوكرانيا، والحكومات ملتزمة بسخاء ببذل كل ما في وسعها لتلبية الاحتياجات الإنسانية هناك، لكن الأرامل السوريات وأطفالهن يستحقون نفس المستوى من التعاطف والرحمة والالتزام، إن آلامهم ويأسهم وحاجتهم لا تقل عن أي شخص آخر يفر من الصراع “.
فيما اعتبرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية أن “مخيمات الأرامل” العشوائية شمال غربي سورية، تعيش ظروفاً معيشية أسوأ من المخيمات العامة، وقالت إنها “أزمة مروعة داخل أزمة”، وتحديات الحماية “الأسوأ من بين الأسوأ”.
استجابة لا تتجاوز 40%.. أرقام حول مخيمات الشمال تنذر بمخاطر مقبلة
ويأتي التقرير السابق قبل شهر على انعقاد مؤتمر “بروكسل” للمانحين، في مايو/ أيار المقبل، وسط انخفاض الدعم المخصص لسورية إلى أقل من النصف منذ عام 2015، بسبب “إرهاق المانحين والاستجابة لفيروس كورونا”.
وتعتبر الأمم المتحدة أن 14 مليون سوري بحاجة إلى شكل من أشكال الدعم، وذلك حسب أرقام صادرة الشهر الماضي.