تقرير: مغازلة أوروبا للحكّام العرب “المستبدين” لن تحل أزمة اللاجئين
تساعد أوروبا بترسيخ الحكام العرب “المستبدين”، من خلال مطالبتهم بوقف تدفق المهاجرين وحل أزمة اللاجئين عبر البحر المتوسط، دون أي اعتبار لحكمهم وسجلهم في مجال حقوق الإنسان.
جاء ذلك في مقال رأي نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أمس الخميس، قالت فيه إن الحكام العرب “سعداء للغاية بالتظاهر كشركاء في حماية الحدود الجنوبية لأوروبا من المهاجرين غير الشرعيين، مقابل المال”.
وأضافت أن الحكم “القمعي” لهؤلاء الحكّام هو من يدفع آلاف الناس في الشرق الأوسط لمغادرة أراضيهم والقيام برحلة “خطرة”.
“تجاهل الجرح السوري”
تطرق المقال إلى تفاوض دول الاتحاد الأوروبي مع الدول العربية المطلة على البحر المتوسط، مثل تونس وليبيا ومصر، والتي يحكمها رؤساء “لديهم سجل في محاربة الديمقراطيات”.
وقال إن الأحزاب اليمينية في أوروبا قد تضع يدها مستقبلاً من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، من أجل وقف تدفق السوريين إلى أوروبا.
وجاء فيه أن رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية، جورجيا ميلوني، التي أشادت سابقاً بالأسد “يمكن أن تكون حليفة له في ملف اللاجئين”.
وأضاف: “طالما أن السوريين لا يتجهون بأعداد كبيرة إلى أوروبا كما حدث عام 2014، يبدو أن الأوروبيين راضون عن تجاهل الجرح المتقيح في سورية”.
ومع ذلك اعتبرت الصحيفة البريطانية أنه لا يمكن تجاهل تأثير الأعداد الكبيرة للاجئين على استقرار البلدان الصغيرة، مثل لبنان والأردن.
وأشارت إلى أن اللاجئين في لبنان يمثلون 25% من إجمالي سكان البلاد، مقارنة بـ 1.5% فقط في أوروبا.
وانتقد البرلمان لبنان لإجباره بعض السوريين على العودة إلى ديارهم، حيث قام نظام الأسد باعتقال الكثيرين منهم.
فيما لا يزال الاتحاد الأوروبي يؤكد أن سورية “ليست آمنة” للعودة الطوعية.
ومنذ عام 2015، تشهد أروقة الاتحاد الأوروبي خلافات حول ملف الهجرة، بعد موجة “مفاجئة” من طالبي اللجوء، معظمهم سوريون.
ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى تشديد القيود على حدوده، والتفاوض مع الدول المطلة على البحر المتوسط، من أجل وقف تدفق طالبي اللجوء، مقابل تقديم الأموال لحكومات تلك الدول.
وأظهرت بيانات الأمم المتحدة أن 160 ألف شخص نجحوا في عبور البحر الأبيض المتوسط العام الماضي.
فيما لقي حوالي 2500 شخص حتفهم أو فُقدوا في الرحلة الخطرة.
إلا أن النصف الأول من العام الجاري شهد ارتفاعاً بأعداد طالبي اللجوء في أوروبا، والذين يسلكون طرقاً برية وبحرية “خطرة”.
إذ قالت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل “فرونتكس” إنه خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2023 ارتفع عدد الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى الشواطئ الأوروبية من شمالي أفريقيا عبر إيطاليا إلى أكثر من 42 ألفاً.
وهي زيادة بنسبة 292% مقارنة بالأشهر الأربعة نفسها عام 2022.