تقرير يوثق هجمات بقذائف “كراسنوبول” الروسية شمال غربي سورية
وثقت فرق “الدفاع المدني السوري”، استخدام قوات الأسد وروسيا سلاح “كراسنوبول” الروسي، بأكثر من 63 هجوماً خلال عام 2021، في مناطق شمال غربي سورية، ما أسفر عن مقتل 70 شخصاً، وإصابة 102 آخرين.
وأصدر “الدفاع المدني”، أمس الثلاثاء، تقريراً يوثق فيه هجمات القوات الروسية وقوات الأسد بسلاح “كراسنوبول” ضدّ المناطق المأهولة بالسكّان، والفاتورة البشرية التي نجمت عن هذه الهجمات والأضرار المادية.
ومن بين الضحايا الذين أودت بحياتهم هجمات “كراسنوبول” 29 طفلاً، إلى جانب إصابة 33 آخرين، فضلاً عن مقتل متطوعين اثنين من فرق “الدفاع المدني”.
واستهدفت الهجمات وفقاً لـ”الخوذ البيضاء”، حوالي 43 منزلاً، إلى جانب 11 هجوماً تركّز على الحقول الزراعية.
كما وثق هجمات على مخيمات للنازحين ومستشفى الأتارب ونقطة مرعيان الطبية ومركز لـ”الخوذ البيضاء” في سهل الغاب غربي حماة.
استهداف مشفى في أولى الهجمات
قالت فرق “الدفاع المدني” إنّ أول هجوم بقذائف “كراسنوبول” الروسية وقع بتاريخ 21 مارس/آذار 2021 على مستشفى مدينة الأتارب غربي حلب، ما أدى لوقوع مجزرة راح ضحيتها حوالي 7 مدنيين وجرح 15 آخرين.
واعتبر التقرير أنّ “قوات الأسد وروسيا بدأت من التاريخ المذكور تأخذ نمطاً جديداً، على مدار السنوات العشر الماضية، من حيث الدقة الكبيرة في إصابة الهدف وشدة التدمير”، في إشارةٍ إلى استخدام قذائف “كراسنوبول”.
وجاء الهجوم على المستشفى، رغم أنّ “الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز) التي تدير المستشفى، كانت قد شاركت إحداثياته مع الأمم المتحدة لتحييد المنشآت الطبية عن الصراع”، بحسب التقرير.
ما هو الـ “كراسنوبول”؟
عرّف التقرير الصادر، السلاح على أنه “قذائف روسية الصنع شبه أوتوماتيكية موجهة بالليزر و مثبتة الزعانف و متفجرة، وتم تطويرها في الثمانينات، ويتم إنتاج القذائف من عيار 155 ملم و 157 ملم ليتم إطلاقها من مدافع الهاوتزر”.
ويتابع التقرير: “بعد الإطلاق، تتواصل القذيفة مع مُحدد ليزر خارجي يضيء هذا المُحدد الهدف باستخدام ليزر ويرسل إشارات لتوجيه مسار القذيفة ويصل مداها إلى 7 كيلو متراً، وتصل دقة إصابة الهدف إلى 90 في المئة، و القذيفة في الأصل لمواجهة الدبابات واختراق التحصينات الصعبة”.
مطالب بتحقيق خاص
أوصى التقرير في ختامه، بـ”إجراء تحقيق خاص من قبل لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية التابعة للأمم المتحدة، حول استخدام نظام الأسد وروسيا لقذائف كراسنوبول وغيرها من الأسلحة المتطورة في قتل السوريين وتدمير مدنهم”، كما طالب بـ”إدانة هذه الهجمات، وفرض عقوبات على أي طرف يبيعها لنظام الأسد”.
وأردف التقرير في التوصيات: “إن الإفلات من العقاب على جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الأسد وروسيا واستخدام سوريا كحقل تجارب لتطوير الأسلحة الروسية، لن تقتصر آثارها على السوريين، إذ يظهر هذا السلوك تجاهلاً صارخاً للحياة البشرية والالتزامات بالقانون الدولي الإنساني بضمان حماية المدنيين بعد أن امتدت الهجمات لتشمل شعوباً أخرى”.
وتابع: “يجب على المجتمع الدولي أن يقف ضد الإفلات من العقاب وأن يحمي المدنيين، والبشرية اليوم على المحك أكثر من أي وقت مضى لحماية قيمها وإنسانيتها”.