توتر وتراشق اتهامات بعد مقتل وإصابة عشرات اللبنانيين بانفجار عكار
شهدت منطقة عكار في شمال لبنان، فجر اليوم الأحد، انفجاراً لخزان وقود ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، وسط غضب شعبي من قبل مواطنين وبدء تراشق الاتهامات بين السياسيين.
وبدأت الحادثة عندما صادر الجيش اللبناني مستودعاً في منطقة التليل بعكار، كان يخزن فيه نحو 60 ألف ليتر من البنزين بهدف تهريبها، ليصدر عقب ذلك قرار بتوزيع الكمية على سكان المنطقة.
وأثناء تجمع الأهالي انفجر خزان الوقود، ما أدى إلى مقتل 28 شخصاً وإصابة 79 آخرين، حسب إحصائيات وزارة الصحة اللبنانية.
وشهدت المنطقة احتجاجات من قبل الأهالي الذين هاجموا منزل صاحب خزان الوقود، وتمكنوا من اقتحام المنزل وإضرام النيران فيه.
كما أعلن الجيش اللبناني اعتقال ابن صاحب خزان الوقود للتحقيق معه، وتنفيذ حملة مداهمات في محيط الانفجار والعثور على خزانات مليئة بالوقود معدة للتهريب.
وعقب الانفجار بدأت الاتهامات بين السياسيين، إذ طالب رئيس “تيار المستقبل”، سعد الحريري، عبر حسابه في “تويتر” الرئيس اللبناني، ميشال عون بـ”الرحيل”.
وقال إن “عكار حركت أوجاع جميع اللبنانيين يا فخامة الرئيس، ولم تتحرك فيها أدوات الفتنة. أنت ترى أوجاع الناس فتنة ونحن نراها صرخة تعلو في وجهك؛ ارحل يا فخامة الرئيس… ارحل”.
وأضاف الحريري أن مجزرة عكار لا تختلف عن مجزرة المرفأ، ما حصل في الجريمتين لو كان هناك دولة تحترم الإنسان لاستقال مسؤوليها، بدءا برئيس الجمهورية إلى آخر مسؤول عن هذا الإهمال”.
#عكار حرّكت اوجاع جميع اللبنانيين يا فخامة الرئيس، ولم تتحرك فيها ادوات الفتنة. انت ترى اوجاع الناس فتنة ونحن نراها صرخة تعلو في وجهك؛ ارحل يا فخامة الرئيس… ارحل.
٦/٦— Saad Hariri (@saadhariri) August 15, 2021
من جهته أصدر الرئيس اللبناني، ميشال عون، بياناً حذر فيه “تسييس المأساة التي وقعت في التليل واستغلال دماء الشهداء، لرفع شعارات وإطلاق دعوات تكشف بوضوح نيات مطلقيها وضلوعهم بمخططات هدفها الإساءة الى النظام ومؤسساته”.
في حين طالب رئيس “التيار الوطني الحر”، جبران باسيل، إعلان منطقة عكار “منطقة عسكرية حماية لأمنها ولكل أهلها”.
وقال “نبهنا من أسبوعين أن عكار صارت وكأنها خارج الدولة، بسبب عصابات المحروقات يلي عم يسكروا الطرقات والمحطات ويخطفوا الصهاريج؛ لازم إعلان عكار منطقة عسكرية”.
ما علاقة سورية؟
وتعتبر عكار منطقة عبور وتهريب للمحروقات من لبنان إلى سورية، وحسب صحيفة “المدن” اللبنانية فإن أصابع الاتهام تتجه إلى “جورج رشيد” الذي يملك أرضًا ومعملًا لمواد البناء والكسارات، في التليل بعكار.
وقالت الصحيفة “يعرف عن جورج رشيد بانتمائه للتيار العوني، وأنه واحد من أشد المناصرين لجبران باسيل، وهو يملك فيلا على الطريق العام إلى البلدة العكارية”، ومعروف بتهريبه المواد المدعومة إلى سورية.
في حين ذكرت قناة “mtv” اللبنانية أن “بلدة التليل العكارية تفضح استمرار التهريب الممنهج إلى سورية”، وأضافت أنها ستكشف بالخرائط والأرقام والمعابر أساليب التهريب والعصابات الناشطة في تقرير خاص، اليوم.
من جهتها طالبت “مشيخة العقل والمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز” بالعمل الفوري والمباشر على وقف “آفة التهريب التي استنزفت أموال اللبنانيين وهدرت المواد الأساسية التي كانت يجب أن تسهم في دعم معيشتهم”.
وزادت خلال الأشهر الماضية ظاهرة تهريب المحروقات والسلع والمواد التموينية من لبنان إلى سورية، في وقت يعاني فيه الشعب اللبناني من أوضاع اقتصادية سيئة وسط فقدان المواد الأساسية من الأسواق إلى جانب فقدان المحروقات ورفع الدعم الحكومي عنها.