ثلاث جهات لجأ إليها الأسد لمساعدته في مواجهة “كورونا”
منذ الإعلان عن أول حالة إصابة بفيروس “كورونا” في مناطق سيطرة النظام، لم تُخفِ حكومة الأسد حاجتها إلى المساعدات اللازمة لمواجهة الفيروس الذي اجتاح العالم، متوجهةً في البداية إلى من تسميها “الدول الصديقة”، وعلى رأسها روسيا والصين.
ومع بلوغ عدد الإصابات في مناطق النظام 29 إصابة، حسب الأرقام الرسمية الصادرة أمس الثلاثاء، تسود توقعات إلى أن الأرقام أكبر من ذلك بكثير، تزامناً مع إجراءات مشددة اتخذتها حكومة الأسد، ترافقت مع مطالب لبعض الدول والجهات الدولية لتقديم المساعدات.
بانتظار مساعدات الصين
تنتظر حكومة الأسد، اليوم الأربعاء، وصول المساعدات الطبية القادمة من الصين إلى دمشق، حسبما نقلت صحيفة “الوطن” الموالية، عن مدير عام مؤسسة الطيران المدني، باسم منصور.
منصور أشار في حديث للصحيفة أن طائرة صينية محملة بالتجهيزات الطبية، المخصصة لأغراض التصدي وعلاج فيروس “كورونا”، ستهبط اليوم الأربعاء في مطار دمشق الدولي، دون ذكر أي تفاصيل إضافية.
وكانت حكومة الأسد طلبت من نظيرتها الصينية المساعدة الطبية، من أجل مواجهة أي احتمال لوجود إصابات بفيروس “كورونا” على الأراضي السورية، وذلك في 18 مارس/ آذار الماضي، أي قبيل إعلانها عن أول إصابة على أراضيها.
رغم نفيه وجود إصابات.. النظام يستعين بالصين لمواجهة “كورونا”
إذ طلب وزير الصحة في حكومة النظام، نزار يازجي، من السفير الصيني في دمشق إرسال فريق طبي إلى سورية، من أجل الاستفادة من تجربة الصين في احتواء الفيروس واتخاذ التدابير اللازمة لمنع انتشاره على نطاق أوسع.
ويأتي ذلك عقب لقاء عقده وزير الصحة، منتصف الشهر الماضي، مع السفير الصيني في دمشق، لبحث آخر مستجدات فيروس “كورونا”.
روسيا على قائمة الداعمين
أبدى الحليف الروسي استعداده لتقديم الدعم لحكومة الأسد، في مواجهة انتشار فيروس “كورونا”، بعد طلبت قدمته الحكومة لموسكو من أجل تزويدها بالمعدات اللازمة.
إذ أعلن سفير النظام في روسيا، رياض حداد، الأسبوع الماضي، أن “الحكومة وجهت إلى وزارة الصحة الروسية طلباً بتزويد سورية بأجهزة خاصة برصد فيروس كورونا، وكميات من السترات الواقية للحماية من العدوى”.
كما طلبت حكومة النظام معدات لإجراء الفحوص والتحاليل، لمساعدة المواطنين في التعامل مع انتشار الفيروس، حسبما ذكر حداد في حديث لوكالة “تاس” الروسية.
يُشار إلى أن روسيا قدّمت، مطلع الشهر الجاري، 25 ألف طن من القمح الطري إلى حكومة النظام، كمساعدة بسبب العجز الذي تعانيه في تأمين مادة الخبز الأساسية.
وقال المدير العام للمؤسسة العامة للحبوب التابعة لنظام الأسد، يوسف قاسم، إن باخرة روسية محملة بأطنان القمح وصلت إلى مرفأ اللاذقية، وجرى تعقيم الباخرة كإجراء احترازي.
دعم أممي للنظام
أعلنت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، عن تقديمها الدعم الطبي لحكومة النظام، بحسب بيان صادر عن الممثل المقيم ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية، عمران رضا.
وجاء في البيان، الذي اطلعت عليه “السورية نت”، أن منظمة الصحة العالمية عملت على إعادة تأهيل واسعة النطاق للمختبر المركزي للصحة العامة في دمشق، ودربت العشرات من فنيي المختبرات وأعضاء فريق الاستجابة السريعة على الاختبار وجمع العينات.
وأضاف أن الدعم تضمن تقديم معدات التشخيص الهامة، بما في ذلك خمس آلات تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) والشحنات المتعددة لمجموعات الاختبار.
وكذلك، بدأت منظمة الصحة العالمية بتدريب المزيد من فنيي المختبرات في مناطق النظام، لدعم ثلاثة مختبرات جديدة في محافظات حلب وحمص واللاذقية، ومن المقرر أن يبدأ الاختبار فيها قريباً، حسب البيان.
وكانت “الإدارة الذاتية”، العاملة شمال شرقي سورية، وجهت نقداً لمنظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، لتقديمها الدعم لحكومة النظام في مواجهة “كورونا”، وغيابها عن المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة.
وقالت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، إلهام أحمد، إن المنظمة تتعامل في سياستها مع الحكومات المركزية فقط، في إشار إلى حكومة الأسد، وتأخذ قرارات الحكومات بعين الاعتبار، مشيرة إلى أن تلك الآلية “غير صحيحة” على اعتبار أن حكومة النظام مارست سياسة القمع بحق المعارضين لها، على حد تعبيرها.