نشر موقع “moderndiplomacy” الأمريكي مقالاً اليوم السبت، قدم فيه قراءة للاتفاقية العسكرية “الإيرانية-السورية”، والتي وقعتها طهران مع نظام الأسد، الأسبوع الماضي.
وبحسب ترجمة “السورية.نت” للمقال، فإن طهران تريد من خلال الاتفاقية العسكرية تقوية المنظومات الدفاعية للمجموعات المحسوبة عليها في جيش نظام الأسد، وذلك للتصدي للهجمات الإسرائيلية، التي لم تتوقف على مدار السنوات الماضية، ولاسيما أن أهدافها تركّزت على المقار التابعة للميليشيات التي تدعمها طهران.
في المقابل أشار الموقع الأمريكي إلى أن رأس النظام، بشار الأسد، يريد وقف الهجمات الإسرائيلية، في ظل عدم منح روسيا لجيشه أي منظومات دفاع جوي، الأمر الذي يضع الاتفاقية العسكرية كصك يقدم لطهران، من أجل تولي مهمة التصدي لهجمات إسرائيل.
وتحدث مقال الموقع أن الاتفاقية تعتبر طريقة لتجنب سياسية “الضغط الشديد”، التي تريد واشنطن ممارستها ضد طهران في المنطقة، عبر ما يقوم به الإسرائيليون من قصف على أذرعها العسكرية في سورية.
وفي 8 يوليو/ تموز الحالي، كان رئيس الأركان الإيراني، محمد باقري ووزير دفاع نظام الأسد، علي عبد الله أيوب قد وقعا اتفاقاً في دمشق، وصف بأنه “شامل لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين”.
وقالا كلاهما (أيوب، باقري) أن الاتفاق يعزز يعزز التعاون العسكري بين إيران وسورية، خاصةً فيما يتعلق بالزيادة المتوقعة في الضغط الأمريكي على المنطقة.
وعلاوة على ذلك، وحسب الاتفاق ستعزز إيران أنظمة الدفاع الجوي السورية، على وجه الخصوص، بالإضافة إلى تحسين تدريب القوات والتسليح المتاح حالياً لقوات الأسد.
الحقيقة الإستراتيجية المهمة، بحسب الموقع الأمريكي هي أن “الاتفاق الجديد يدفع العلاقة التقليدية بين سورية وروسيا جانباً دفاعياً وتكنولوجياً وسياسياً”.
وأوضح أن روسيا قامت بالفعل بتشغيل صواريخ “بانتسير” و”إس -300″ على الأراضي السورية، لكنها لم تتمكن “عمداً” من ضرب الأسلحة الإسرائيلية، وصد الغارات.
وقال الموقع في مقاله: “القضية واضحة: روسيا لا تنشط صواريخها S-300، لأنها لا تنوي ضرب الدولة اليهودية (…) سيكون دور إيران هو ضرب إسرائيل من الأراضي السورية، أو اختراق المنطقة الإسرائيلية بقواتها الخاصة”.
ومن المؤكد، ووفق الموقع أن “علامة الانفصال الجزئي من قبل الأسد السوري عن الاتحاد الروسي كبيرة، على الرغم من أنها لا تبدو حاسمة، بالنظر إلى أن روسيا وإيران تواصلان دعم سورية”.
ومع ذلك، فإن الأمر هو “محاولة للاستبدال الاستراتيجي، يمكن أن يكون لها آثاراً طويلة المدى”، حسب “moderndiplomacy”.
ولم يكن الاتفاق العسكري الأخير بين طهران ودمشق الأول بينهما، بل جاء بعد سلسلة من الاتفاقات على الصعيد العسكري والاقتصادي والثقافي جرت خلال سنوات الثورة السورية.
وتتزامن الاتفاقية الجديدة مع أحداث وتطورات ميدانية داخل مناطق سيطرة نظام الأسد، تُبرز حجم التباين الإيراني الروسي إلى درجة بوادر الخلاف والتباعد، بحسب ما يرى محللون.